لنډه لارښود د میږونو لپاره
مختصر منهاج القاصدين
ایډیټر
شعيب الأرنؤوط وعبد القادر الأرنؤوط
خپرندوی
مكتبة دار البيان
د چاپ کال
۱۳۹۸ ه.ق
د خپرونکي ځای
دمشق
ژانرونه
تصوف
به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالًا، فهو ينفقه في الحق آناء الليل وآناء النهار".
والحسد له أسباب:
أحدها: العداوة، والتكبر، والعجب، وحب الرياسة، وخبث النفس، وبخلها، وأشدها: العداوة والبغضاء، فإن من آذاه إنسان بسبب من الأسباب، وخالفه في غرضه، أبغضه قلبه، ورسخ في نفسه الحقد.
والحقد يقتضي التشفي والانتقام، فمهما أصاب عدوه من البلاء فرح بذلك، وظنه مكافأة من الله تعالى له، ومهما أصابته نقمة ساءه ذلك، فالحسد يلزم البغض والعداوة ولا يفارقهما، وإنما غاية التقى أن لا يبغي، وأن يكره ذلك من نفسه، فأما أن يبغض إنسانًا فيستوي عنده مسرته ومساءته، فهذا غير ممكن.
وأما الكبر، فهو أن يصيب بعض نظرائه مالًا أو ولاية، فيخاف أن يتكبر عليه ولا يطيق تكبره، وأن يكون من أصاب ذلك دونه، فلا يحتمل ترفعه عليه أو مساواته. وكان حسد الكفار لرسول الله ﵌ قريبًا من ذلك. قال الله تعالى: ﴿وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ﴾ [الزخرف: ٣١] وقال في حق المؤمنين: ﴿أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا﴾ [الأنعام: ٥٣] وقال في آية أخرى: ﴿مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا﴾ [يس: ١٥] وقال: ﴿وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ﴾ [المؤمنون: ٣٤] فعجبوا وأنفوا من أن يفوز برتبة الرسالة بشر مثلهم فحسدوهم.
وأما حب الرياسة والجاه، فمثاله أن الرجل الذي يريد أن يكون عديم النظير في فن من الفنون، إذا غلب عليه حب الثناء، واستفزه الفرح بما يمدح به، من أنه أوحد العصر، وفريد الدهر في فنه، إذا سمع بنظير له في أقصى العالم، ساءه ذلك وأحب موته، أو زوال النعمة التي بها يشاركه في علم، أو شجاعة، أو عبادة، أو صناعة، أو ثروة، أو غير ذلك، وليس ذلك إلا لمحض الرياسة بدعوى الانفراد.
وقد كان علماء اليهود ينكرون معرفة النبي ﵌، ولا يؤمنون خوفًا من بطلان رئاستهم.
وأما خبث النفس وشحها على عباد الله، فإنك تجد من الناس من لا يشتغل برئاسة
1 / 187