============================================================
ويحكم نيابة عن ابن مكرم، فأرسل العامل إلى الطحاوي فناوله الكتاب فاشتهر أمر الكتاب حتى بلغ أبا عبيد فأمسك عن الحكم..."(1).
هذا ولم يكن اتصاله بالقضاة، وأداء الشهادة - (وهو منصب تشريفي) للحصول على عرض من الدنيا، أو لنيل شرف عارض ، بل كانت مكانته فوق كل هذا، لما اشتهر عنه من علم وفضل. وكان القضاة أنفسهم يسعون إليه ويتلقون عنه ويقدرونه حق التقدير.
وإنما كان غرضه في ذلك مذاكرة العلم مع أهله، ومناقشة المسائل العويصة وحلها مع الفقهاء، ومدارسة الحديث وتكثير السماع منه مع المحدثين.
وهذا ما يشير إليه قوله لابنه حين أخبره بعزل أحد القضاة، كما سبق (2): اويحك أهذه تهنثة. هذه والله تعزية، من آذاكر بعده، أو من أجالس؟"(3).
حيث كان هذا القاضي يخصص للطحاوي ليلة من كل أسبوع لمذاكرة العلم "وكان لأبي عبيد في كل عشية مجلس لواحد من الفضلاء، يذاكره وقد قسم أيام الأسبوع عليهم، منها: عشية خاصة لأبي جعفر الطحاوي"(4).
() المصدر نفسه، ص 53.
(2) ص240.
(3) لسان الميزان، 274/1.
) المصدر نفسه، 181/1.
مخ ۶۴