مختصر په علم نفس انسانیت کې
مختصر في علم النفس الإنسانية
ژانرونه
معلوم من البحران الذي يوجد بين الطبيعة والمرض على ما هو مقرر في صناعة الطب. وهذه الطبيعة إما أن تكون مزاج البدن أو النفس الناطقة، والأول محال لأن المريض الضعيف الواهي القوة كيف يقدر على قتال المرض؟ فإذن صدق القول بأن النفس هي
17
التي تقاتل المرض وليست بمريضة، ومن المعلوم أنها لو كانت مريضة لما استطاعت القتال. وإذا كانت النفس هي المقاتلة لشدة المرض فلا يصدق عليها المرض؛ ولذلك امتنع في حقها الموت.
إننا نقول: لو لم تكن النفس باقية بعد موت البدن لوجب أن يكون الإنسان أحقر في لذته وحياته من باقي الحيوانات؛ لأنه قد انفصل عنها بالعقل فقط. وهذا العقل إما أن تكون أفكاره فيما مضى، أو [48] فيما هو حاضر، أو فيما يستقبل، وما قد مضى إن كان شرا امتلأ ندما
18
وإن كان خيرا اكتأب على عدمه، وكذلك الأمر في الحاضر إن كان شرا اكتأب من معاناته
19
وإن كان خيرا أدركه الوجع من فراقه لأنه يرجو ما هو أعظم مما هو فيه، وكذلك يتداركه الفكر فيما يستقبل خوفا من مصادفة ضد ما يروم الوصول إليه. ولما عدمت باقي الحيوانات هذا العقل المذكور تجردت من دواعيه التي ذكرت في حق الإنسان، وبهذه الدلائل نعلم أنه لو لم يكن للإنسان سياسة أخرى غير هذه مختصة بنفسه بعد موت البدن لوجب أن يكون أخس وأحقر من باقي الحيوانات الصامتة وذلك محال. ولما كان أعظم منها وأكرم لزم بقاء نفسه بعد موت بدنه.
إنا نقول: وجود الإنسان بعد عدمه إما أن يكون لفائدة تعود عليه، أو لضرر يتطرق إليه، أو لسلب الطرفين، والقسم [49] الثاني محال لأن البارئ تعالى عام الفيض والإنعام، فكيف يتصور أنه يخلق صورا ليعتريها الضرر بقصده الأول؟ وهذا لا يقوله عاقل، والقسم الثالث محال لأنه تعالى لا يوجد شيئا
20
ناپیژندل شوی مخ