المختصر فی اخبار البشر
المختصر في أخبار البشر
خپرندوی
المطبعة الحسينية المصرية
د ایډیشن شمېره
الأولى
ژانرونه
تاريخ
عقلية وأحكامًا مصلحية، ولم يجيزوا النسخ أصلًا، فلم يجيزوا بعده شريعة أخرى. قالوا: والنسخ في الأوامر بدا ولا يجوز البدا على الله تعالى.
وافترقت اليهود فرقًا كثيرة: فالربانية منهم كالمعتزلة فينا، والقراؤون كالمجبرة والمشبهة فينا، ومن فرق اليهود العانانية نسبوا إِلى رجل منهم يقال له عانان بن داود، وكان رأس جالوسَ، ورأس الجالوت هو اسم للحاكم على اليهود بعد خراب بيت المقدس الخراب الثاني، فاٍنه لما ذهب المُلك منهم بغزو بخت نصر، صار الحاكم عليهم في القدس يسمى هرذوس أو هيروذس، وكان واليًا من جهة الفرس ثم صار من جهة اليونان كذلك، ثم صار من جهة أغسطس، ومن بعده من ملوك الروم كذلك، حتى غزاهم طيطوس وأبادهم وخرب بيت المقدس الخراب الثاني، على ما تقدم ذكره، وتفرقت اليهود في البلاد ولم تعد لهم بعد ذلك رياسة يعتد بها، وصار منهم بالعراق وتلك النواحي جماعة، وكانوا يرجعون إِلى كبير منهم، فصار اسم ذلك الكبير الذي يرجعون إِليه رأس الجالوت، فمن مذهب العانانية المذكورين، أنهم يصدقون المسيح في مواعظه وإشاراته، ويقولون أنه لم يخالف التوراة البتة، بل قررها ودعا الناس إِليها، وهو من أنبياء بني إِسرائيل المتعبدين بالتوراة، إِلا أنهم لا يقولون بنبوته، ومنهم من يدعي أن عيسى لم يدعيّ أنه نبي مرسل ولا أنه صاحب شريعة ناسخة لشريعة موسى ﵇، بل هو من أَولياء الله المخلصين، وأنّ الإِنجيل ليس كتَابًا منزلًا عليه، وحيًا من الله تعالى، بل هو جميع أحواله جمعه أربعة من أصحابه، واليهود ظلموه أولًا، حيث كذبوه، ولم يعرفوا بعد دعواه، وقتلوه آخرًا ولم يعلموا محله ومغزاه، وقد ورد في التوراة ذكر المشيحا في مواضع كثيرة وهو المسيح.
وأما السمرة فمنهم فرقة يقال لها الدستانية، وتسمى الدستانية أيضًا الفانية، ومنهم فرقة يقال لها كوشانية والدستانية يقولون: إنما الثواب والعقاب في الدنيا، وأما الكوشانية فيقرون بالآخرة وثوابها وعقابها.
ولليهود أعياد وصيام فمنها الفصح وهو اليوم الخامس عشر من نيسان اليهود، وهو عيد كبير وهو أول أيام الفطير السبعة، ولا يجوز لهم فيها أكل الخمير، لأنهم أمروا في التوراة أن يأكلوا في هذه الأيام فطيرًا، وآخر هذه الأيام الحادي والعشرون من الشهر المذكور، والفصح يدور من ثاني عشر آذار إلى خامس عشر نيسان، وسبب ذلك أن بني إِسرائيل لما تخلصوا من فرعون، وحصلوا في التيه اتفق ذلك ليلة الخامس عشر من نيسان اليهود والقمر تام الضوء، والزمان زمان ربيع فأمروا بحفظ هذا اليوم وفي آخر هذه الأيام غرق فرعون في بحر السويس وهو بحر القلزم.
ولهم عيد الّعنصرة وهو بعد الفطير بخمسين يومًا، ويكون في السادس من شيون، وفيه حضر مشايخ بني إسرائيل إِلى طور سيناء مع موسى ﵇، فسمعوا كلام الله تعالى من الوعد والوعيد، فاتخذوه عيدًا.
ومن أعيادهم عيد الحنكة، وسعناه التنظيف، وهو ثمانية أيام، أولها الخامس
1 / 88