152

مختصر العلو للعلي الغفار

مختصر العلو للعلي الغفار

پوهندوی

محمد ناصر الدين الألباني

خپرندوی

المكتب الإسلامي

د ایډیشن شمېره

الطبعة الثانية ١٤١٢هـ

د چاپ کال

١٩٩١م.

ژانرونه

"فبقي النزاع بيننا وبين المعتزلة "! "، وهو في التحقيق عائد إلى إثبات كلام النفس ونفيه، وأن القرآن هو، أو هذا المؤلف من الحروف الذي هو كلام حسي "أي مسموع" أولا، فلا نزاع لنا في حدوث الكلام الحسي، ولا لهم في قدم النفسي لو ثبت. وعلى البحث والمناظرة في ثبوت الكلام النفسي وكونه هو القرآن ينبغي أن يحمل ما نقل من مناظرة أبي حنيفة وأبي يوسف ستة أشهر، ثم استقر رأيهما على أن من قال بخلق القرآن فهو كافر"!
وهكذا التقى الكوثري مع المعتزلة في إنكار أن القرآن كلام الله ﵎، ولكن بطريقة اللف والدوران منه ومن أمثاله ممن يتظاهرون بأنهم من أهل السنة والجماعة!! وما تخفي صدورهم أكبر، فإنهم يقولون بالكلام النفسي، وهو غير مسموع، ولذلك فإنهم إذا سئلوا من الذي تكلم بالقرآن أولا، ومن الذي سمعه منه؟ أولا، فإنهم لا يحيرون جوابا. والحقيقة أن النفاة لكلام الله تعالى إنما يرجع قولهم إلى أن القرآن ليس كلام الله، وإذا كان كذلك فسواء كان أول من تكلم به بكلام مسموع هو جبريل أو محمد ﵉، فإن قولهم يلتقي مع كفار قريش الذين حكى الله عنهم أنهم قالوا في القرآن: "إن هذا إلا قول البشر" فإنهم إن لم يقولوا مثلهم إنه قول البشر، فهم قائلون ولا بد إنه قول جبريل أو غيره من الخلق، فهم مشتركون معهم في الغرض من قولهم "إن هذا إلا قول البشر" أنه ليس من كلام الله تعالى. فالله المستعان على هذا الضلال الذي وصل إليه كثير من الخلف، وتلك عقوبة لهم من الله تعالى لانحرافهم عن مذهب السلف وأهل الحديث حشرنا الله في زمرتهم، وأماتنا على ملتهم. من أجل ذلك قال وكيع بن الجراح:
"لا تستخفوا بقولهم": "القرآن مخلوق، فإنه من شر قولهم، وإنما يذهبون إلى التعطيل"! رواه البخاري في "أفعال العباد" "ص٧١" والبيهقي. وقال البيهقي عقبه "ص٢٥٤":
"وقد روينا نحو هذا عن جماعة آخرين من فقهاء الأمصار وعلمائهم ﵃، ولم يصح عندنا خلاف هذا القول عن أحد من الناس في زمان الصحابة والتابعين ﵃ أجمعين".
١٦٠- وقال بشار الخفاف: سمعت أبا يوسف يقول: من قال القرآن مخلوق، ففرض منابذته
١٤١- قلت: بشار ضعيف كما تقدم قريبا.

1 / 157