* رأيي في الكتاب
* وما استخلصته من قراءته
أما عن رأيي في الكتاب فقد أجملته فيما تقدم من الكلام في خطبة الكتاب.
وأما ما استخلصته منه بعد قراءتي له فهو : أن العلماء القدامى أو من كانوا يسمون بالكهان فقد كانوا من الخبث والنذالة وخسة الطبع بمكان ويظهر ذلك جليا في احتكارهم لما حازوا من علوم وحرصهم الشديد على أن لا يطلع على علومهم إنسان إلا عددا محدودا وفي حدود الاضطرار مؤكدين عليهم على عدم اطلاع غيرهم على تلك المعارف للاستئثار عند الملوك والحكام لتظل حاجتهم إليهم هامة وملحة.
وقد كانوا بحق على علم وفير وتمكن تام من العلوم التي اكتسبوها فقد تمكنوا من عدة علوم خصوصا منها علوم الكيمياء ، والطب ، والفلك ، وخصائص المعادن ، وفنون النحت إلى غير ذلك من العلوم الأخرى الكثيرة.
وقد فاقوا كل من جاء بعدهم حتى في عصرنا هذا الذي نرى أننا قد تقدمنا في العلوم جميعا تقدما مذهلا.
وبإحكام هؤلاء العلماء لتلك العلوم استطاعوا أن يوظفوها في عمل التماثيل الناطقة ، والمتحركة ، والحارسة أو المحافظة على الكنوز والحصون.
واستطاعوا المحافظة على جثث الموتى حتى وصلت إلى عصورنا هذه.
كما برعوا أيضا في عمل الأشياء التي تعمل ذاتيا ، أو بنظام التايمر أو التوقيت ، أو التيرموستات ، كاختراعهم للحمامات الذاتية أو التي تعمل أوتوماتيكيا فتفصل وتعمل من ذاتها ، والساعات أو التماثيل التي تصدر أصواتا كل ساعة من ساعات الليل والنهار يتميز بها الوقت ليلا ونهارا.
وتمكنوا كذلك من عمل القناديل التي تعمل بنفس النظام ، فتضيء إذا دخل الليل وتطفىء عندما يواجهها نور النهار ، وهو ما يشبه في عصرنا هذا باللمبات التي تعمل بالليزر أو الإشعاع أو الأشعة.
وتمكنوا من عمل المرايا التي ينظرون فيها فيعرفون الوقت كالساعة في عصرنا هذا.
وبإحكامهم لعلوم الفلك علموا حركة الكواكب ومداراتها ، ورصدوا سير الرياح
مخ ۸