294

عظيمة وعيش هانىء ، وإن كنت عند السلطان مكرما فإني مشارك في النعمة ولست راض بذلك ، فتحيل في استعادتي منه أو اعطني إذنا حتى أحتال في زيارتك ولا بد من ذلك.

ثم بعث بالورقة مع صبي صغير وأوصاه أن يقول له : هذه من المملوك فلان.

فلما وصلت للوزير وقرأها / أحس بالبلاء ، وعلم أنها حيلة عليه ، وأن ذلك من حاسد تكلم فيه ، فكتب على ظهرها :

أمن بعد إحكام التجارة ينبغي

لمثلي وقوع الروح في غابة الأسد

قال : فلما وقف الملك الناصر على الجواب عجب من فطنته ، ونكل بمن تكلم فيه ، وعظمت مكانته عنده.

** ومما وقع للأمير محمد الأمين

وذلك أنه أرق ذات ليلة أرقا شديدا فوقع في نفسه أن يدخل مقاصير الحظايا ، ففعل ذلك ، فوصل إلى حجرة منها فدخلها ، فإذا فيها جارية صغيرة ليس في حظاياه مثلها ، فأعجبته وهي نائمة.

فلمسها من رجلها ليوقظها من نومها ، فانتبهت فلما رأته قامت قائمة له وقالت : يا أمين الله ما هذا الخبر؟

فأجابها :

هو ضيف طارق في أرضكم

هل تضيفوه إلى وقت السحر؟

فأجابته :

بسرور سيدي أخدم الضيف

ثم بروحي وسمعي والبصر

قال : فنام عندها تلك الليلة. فلما أصبح قال : من بالباب من الندماء؟

فقيل : أبو نواس.

[فقال] (1): ائذنوا له (2).

فأذنوا له ، فدخل ، فلما جلس قال له الأمير : أجز مقال من قال : يا أمين الله ما هذا الخبر

مخ ۳۰۳