273

فقال : ومن أنت؟

فقال : ما جئت في هذه الساعة وأنا أريد أن تعرفني.

فقال خزيمة : ما أقبله ، أو تقول من أنت؟

فقال : أنا جبار عثرات الكرام ، ثم انصرف.

فدخل خزيمة داره ، وقال لزوجته : قد أتى الله بالفرج.

ولما عاد عكرمة قالت زوجته : إلى أين ذهبت في هذا الليل؟

فقال : ما خرجت في هذه الساعة إلا حتى لا يعلم أحد فيما كنت ، فألحت عليه.

قال : وتكتمي عني؟

قالت : نعم ، فأخبرها بحاله ، ومقاله لما أراد معرفته أنا جابر عثرات الكرام.

وأما خزيمة ، فإنه في صبح يومه أصلح حاله وتوجه طالبا الشام.

/ فلما دخل [على] (1) سليمان قال : يا خزيمة ، ما أبطأك عنا؟

فقال : يا أمير المؤمنين سوء الحال.

قال : فكيف جئت؟

فحكى له ما وقع.

قال : ألم تعرفه؟

فقال : لا والله ، وإنما لما استسميته قال : أنا جابر عثرات الكرام.

فتلهف سليمان على معرفته ، وقال : لو عرفناه لأعناه على مروءته (2).

ثم ولى خزيمة الجزيرة.

[و] (3) خرج عكرمة والناس لملتقاه ، فلما سلم عليه أمر بقبضه. ثم لما استقر به الجلوس واستراح طلبه وحاسبه فوجد عليه فضل مال كثير ، فأمر به للسجن وأن يكبل في الحديد ففعل به. ثم ألح عليه في الطلب ووعد الضرب.

فقال : والله لم يكن عندي غير ما دفعت لك ، فأمر أن يضيق عليه ، فأقام في الضيق مدة تزيد عن شهر ، فأضناه ذلك وأضر به. فخرجت ابنة عمه ومعها مولاة لها وامرأة أخرى ، فلما وصلن دار خزيمة الأمير ، وقفن بالباب ، وقالت لتلك المرأة : استأذني ،

مخ ۲۸۲