197

ثم قال له : كل ، فأكل فوق الكفاية.

ثم لما رفع يده قال له : كل.

فقال : لا أقدر على تناول لقمة واحدة.

ففعل بالقضيب كفعله الأول فعاد الجوع كحاله / الأول ، هكذا ثلاث مرات.

فقال : ما هذا أيها الملك؟

[قال] (1): هو من تحف الملوك ، مرصود (2) بطوالع الأفلاك.

حكى ذلك يحيى بن خالد البرمكي للرشيد.

** ومما أهداه دهمى ملك الهند للأمير عبد الله المأمون :

أهدى (3) هدية عظيمة وصحبها كتاب لفظه (4): من دهمى ملك الهند وعظيم أركان المشرق (5)، وصاحب بيت الذهب ، والإيوان الياقوت ، وفرش الدر ، ومن قصره مبني بخشب العود الذي يختم عليه فيقبل الختم ، ويشم رائحة قصره من عشرة فراسخ ، وأمام مرقده ألف حجر من الزبرجد عليها ألف حجر من الياقوت تنوب عن الشمع ليلا ، ويركب في ألف موكب ، وله ألف راية لألف ملك من آبائه تحت كل راية ألف فارس تحت يد كل فارس ألف فارس في اصطبلاته خمسون ألف فيل منها خمسة آلاف بيض كالقراطيس ، ويمد سماطه في صحاف الذهب ، ومع هذا كله يستحيي من الله أن يراه خائنا في رعيته.

** والهدية :

صحن من ياقوت فتحته شبر ، في غلظ الأصبع لم يعلم له قيمة (6)، مملوء در أصغرها (7) مثقال. وفراش من جلد حية (8) تبلع الفيل ، منقط نقط سود وبيض لا يخاف من يجلس عليه مرض السل. ومائة ألف مثقال عود هندي يختم عليه. وجارية طولها

مخ ۲۰۶