154

والذي رواه الثعالبي : أن لها اثني عشر ألف قائد تحت كل قائد مائة ألف مقاتل ، فهل أنت منطلق معي حتى تراها؟

قال : نعم ، وانطلق معه حتى أتيا بلاد اليمن / ونظر إلى ملكها وقصرها وإليها ، وحضر وقت الصلاة ، فلم يجد سليمان [ عليه السلام ] الهدهد ، فقال ما أخبر الله عنه في كتابه العزيز.

ثم دعا بالعقاب عريف الطير ، وقال : ائتني به ، فطار في الشرق والغرب ، وإذا به قد أقبل من جهة اليمن ، فأتى به إلى سليمان نبي الله.

فقال له : أين كنت؟

فقال : ( أحطت ... ) [النمل : 22] الآية ، وذكر صفة عرضها وما فيه من الجواهر وغيره ، ثم قال : وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وخر (1) ساجدا لله ، ثم رفع رأسه وقال : ( ألا يسجدوا (2) لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ) [النمل : 25].

قال سليمان عليه السلام : ( سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين ) [النمل : 27].

ثم سأله عن الماء ، فقال : إنه تحت قائمة كرسيك ، فأمر سليمان [ عليه السلام ] بتحويل البساط ، ونقر الهدهد بمنقاره مكان الماء فأخرجوا الماء وشربوا ، وتوضؤوا ، ثم قال للهدهد : ( اذهب بكتابي هذا ) [النمل : 28] الآية.

وأقبل سليمان [ عليه السلام ] آصف بن براخيا وقال : اكتب إلى هذه المرأة كتابا لطيفا. فدعا بصحيفة من فضة وكتب : ( إنه من سليمان ، وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ، ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين ) [النمل : 30 ، 31] وختم الكتاب وبعثه مع الهدهد في زمرة من الطير.

فأقبلوا نحو اليمن وانقضوا على قصرها ، ودخل الهدهد إلى قبتها من كوة القصر وهي نائمة ، فوضع الكتاب على نحرها وطار. فلما استيقظت أخذت الكتاب وجمعت قومها ، ثم قالت : ( إني ألقي إلي كتاب كريم ) [النمل : 29] وكتبته وقرأته.

وقالت : إنه من قبل رجل عظيم ، وجمعت أكابر قومها وقالت : ( إني ألقي إلي كتاب كريم ، يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون ، قالوا : نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد والأمر إليك فانظري ما ذا تأمرين ) [النمل : 30]. فعملت أنهم أخطأوا الرأي كونهم عزموا على الحرب.

مخ ۱۶۳