102

البيوت فاحتالوا بالطلسمات المانعة فكانت تغيب قليلا ، ثم تعود.

فرفعوا ذلك للملك ، فقال : هذه علامة مكروهة. وأمر أن يعمل لها أخاديد ، ويدفنوها فتهافتت فيها.

وبنى في وقته مدائن بناحية الغرب ، أتلفها كلها الطوفان.

ورفع في وقته المطر ، وقل ماء النيل ، وتلفت الزروع بالرياح الحارة والنار.

واحتالوا على ذلك بطلسماتهم فكانت تذهب ثم تعود.

وسبب ذلك أن مناوش كان قد اغتصب امرأة لبعض السحرة ، فعمل على تلاف مصر ، وتبطيل طلسماتها المانعة ، وحركاتها ، وروحانيتها ، فكان يتحيل قليلا قليلا.

وبهذا دخل بخت نصر (1) الفارسي مصر بعد أن كانت ممتنعة من جميع الملوك.

ثم أن جماعة من جهته فطنوا بفعله ، فأخبروا الملك بذلك ، فرد له امرأته ، فأبطل عنهم ما كان عمله ، وأصلح لهم أمورا كان أفسدها ، وعاد أمر الناس إلى خير وصلاح.

وعاش أفروش وملكهم أربع وستين سنة ، فلما هلك ، قلدوا :

** ازماليوس الملك :

لما استقر به الأمر جمع الناس ، فقال : إني أرى الأمم الغربية قد تطرقت نواحكم ويوشك أن تسير إليكم. وأنا مانع لكم منهم على أن تغزوهم. فتجهزوا ، وخرج معهم في جيش عظيم حتى وصل إلى تلك الأمم ، فحاربهم محاربة شديدة وظفر عليهم ، ثم رجع ، وخلف في وجوههم جيشا فهزموهم بعد رجوعه فبلغه ذلك ، فأنفذ لهم ابن عم له يقال له : فرعان / ابن مسور.

وكان أحد الجبابرة الذين لا يطاقون ، وهو أول فرعون سمي ، فسار إليهم في جيش كثيف ، فأجلى تلك الأمم ونفاها إلى أطراف البحر ، ورجع بكثير من الأسارى ، والرؤوس. فأمر الملك بنصبها حول القصر ، وقتل الأسرى ، وكان فيهم كاهنا نشره ، وهو أول من فعل ذلك. فأعظمه (2) فرعان وزاد في قسمه وأتحفه بخلعه منظومة بالجواهر ، وأمر أن يطاف به في المملكة (3)، وأن يذكر فضله. وأنزله ببعض قصوره ، فرأته امرأة من نساء الملك فأحبته ، فامتنع منها لحرمة الملك ، فسمت الملك في شرابه فمات لوقته ، وحمل إلى الهرم ، وجلس فرعان على سريره ولم ينازعه أحد.

مخ ۱۱۱