50

Mukhtasar al-Fawa'id al-Makkiyah fi ma Yahtajuhu Talabat al-Shafi'iyyah

مختصر الفوائد المكية فيما يحتاجه طلبة الشافعية

ایډیټر

يوسف بن عبد الرحمن المرعشلي

خپرندوی

دار البشائر الإسلامية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۲۵ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

وَقِيلَ: يَكْتَفِي بِالتَّقْلِيدِ مَعَ العِصْيَانِ مُطْلَقاً، أَيْ سَواءً كَانَ المُقَلِّدُ جَازِماً أَوْ لا، فَقَدْ حَكَى الْآمِدِيُّ(١) اتِّفَاقَ الأَصْحَابِ على انْتِفَاءِ كُفْرِ المُقَلِّدِ، فَإِنَّهُ لا يُعْرَفُ القَوْلُ بِعَدَمِ صِحَّةٍ إِيمانِهِ إِلَّا لَأَبِي هَاشِمٍ الجُبَّائِيِّ(٢) مِنَ المُعْتَزِلَةِ.

وَذَكَرَ ابْنُ حَجَرٍ(٣) عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّه أَنْكَرَ وُجُوبَ المَعْرِفَةِ أَصْلاً، وَقَالَ: إِنَّهَا حَاصِلَةٌ بِأَصْلِ الفِطْرَةِ، وَاسْتَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فِطْرَتَ اَللَّهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا(٤)، وبقوله ﷺ: ((كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ))(٥)، وَلِذَلِكَ قَالَ أَبُو مَنْصُورِ الماتُرِيدِيُّ(٦): (أَجْمَعَ

(١) الآمِدِيُّ هو الفقيه الشافعي سيف الدين أبو الحسن، علي بن محمد بن سالم (ت ٦٣١ هـ) تقدَّم ص ٤١.

(٢) هو إمام المعتزلة ورئيس عُلَماء الكلام في عصره أبو علي، محمد بن عبد الوهاب بن سلام الجُبَّائي، نسبةً إلى ((جُبَى)) مِن قُرَى البصرة، وُلد بها سنة ٢٣٥ هـ، واشتُهر في البصرة، وإليه تُنسَبُ الطائفة ((الجُبَّائيّة))، له مقالات وآراء انفرد بها في المذهب، له ((تفسير)) حافل، وردّ عليه تلميذه الإمام أبو الحسن الأشعري بعد أن مال لأهل السنَّة، توفي سنة ٣٠٣هـ (وفيات الأعيان، لابن خلكان ١/ ٤٨٠).

(٣) ابن حجر: هو الشهاب أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهَيْتَمي الشافعي (ت ٩٧٤هـ) تقدم ص ٤٧.

(٤) سورة الروم: الآية ٣٠.

(٥) أخرجه البخاري في صحيحه ٢/ ١٢٥، في كتاب ما جاء في عذاب القبر، باب ما قيل في أولاد المشركين، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

(٦) هو إمام أهل السُّنَّة والجماعة، المُتكلِّم النظّار أبو منصور، محمد بن محمد بن محمود، الماتريدي الحنفي، نسبةً إلى ((ماتُرِيد)) محلَّة بسمرقند، من كتبه ((التوحيد))، توفي بسمرقند سنة ٣٣٣هـ (الفوائد البهية، للكنوي ص ١٩٥).

50