26

Mukhtasar al-Fawa'id al-Makkiyah fi ma Yahtajuhu Talabat al-Shafi'iyyah

مختصر الفوائد المكية فيما يحتاجه طلبة الشافعية

پوهندوی

يوسف بن عبد الرحمن المرعشلي

خپرندوی

دار البشائر الإسلامية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۲۵ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

[ ما يحتاجه طالب العلم ]

فَحَقٌّ عَلَى مَنْ يَرُومُ أحْكامَ عِلْمٍ أَنْ يَضْبِطَ قَوَاعِدَهُ، لِيَرُدَّ إِلَيْهَا مُنْتَشِرَ فُرُوعِه وَشَوارِدَهُ، ثم يُؤْكِّدَ ذَلكَ بالاسْتِكْثَارِ مِنْ حِفْظِ الفُروعِ، لِتَرْسَخَ في الذِّهْنِ، فَتُثْمِرَ بِفَضْلٍ غَيْرِ مَقْطُوعٍ وَلا مَمْنُوعٍ، ولأنَّ مِنْ آدابِ كُلِّ طالِبٍ عِلْمٍ أَنْ يَحْفَظَ ما يُرِيدُهُ. وللَّهِ دُرُّ القائِلِ:

إِذَا لَمْ تَكُنْ حَافِظاً واعِياً فجَمْعُكَ للكُتُبِ لا يَنْفَعُ

أَتَحْضَرُ بِالجَهْلِ في مَجْلِس وعِلْمُكَ في الكُتُبِ مُسْتَوْدَعُ

وَلا بُدَّ لَهُ مِنَ التَّدْرِيسِ والتَّكْرَارِ، ورُكُوبٍ جَوَادِ الهِمَّةِ، فَهِيَ اسْمُ اللَّهِ الأَعْظَمِ(١).

(١) قول المؤلِّف (فهي اسمُ الله الأعظم)، فيه حَثٌّ لطالب العلم على بذل هِمَّتِهِ في طلب العلم، وبيان أهمّيّة الهمّة في تحقّق طلب العِلم بأنها كالاسم الأعظم في تَحَقُّق إجابة الدعاء إذا دعا به الداعي.

وقد وَرَدَ ذكرُ ((الاسم الأَعْظَم)) في أحاديث كثيرة، منها: حديث صحيح بطُرُقِهِ عند الإِمام أحمد في مسنده ١٢٠/٣، وأبي داود في سننه، في الصلاة (١٤٩٥)، والنسائي في السهو (١٣٠٠)، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ سَمِعَ رَجُلاً يقولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بأنَّ لكَ الحَمْدَ، لا إله إلاّ أنت وَحْدَك، لا شَرِيكَ لك، المَنَّانُ، بَدِيعُ السماواتِ والأرضِ، ذا الجَلالِ والإِكْرامِ. فقالَ النبيُّ ﷺ: (لَقَدْ سَأَلْتَ اللَّهَ باسمِ اللَّهِ الأَعْظَمِ، الذي إذا دُعِيَ بِهِ أَجابَ، وإذا سُئِلَ به أَعْطَى)). ومنها: حديث بُرَيْدَةَ بن الحَصيب رضي الله عنه أخرجه أحمد في المسند ٣٥٠/٥ و٣٦٠، وأبو داود في سننه، في الصلاة (١٤٩٣) و (١٣٩٤)، والترمذي في سننه، في الدعوات (٣٤٧١)، والنسائي في سننه، في السهو (١٣٠١)، وابن ماجه في سننه، في الدعاء (٣٨٥٧)، ومنها: حديث =

26