Mukhtasar al-As'ilah wa al-Ajwibah al-Usuliyyah 'ala al-Aqidah al-Wasitiyyah
مختصر الأسئلة والأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطية
د ایډیشن شمېره
الثانية عشر
د چاپ کال
١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م
ژانرونه
مختصر
الأسئلة والأجوبة الأصولية
على
العقيدة الواسطية
تأليف الفقير إلى عفو ربه
عبد العزيز المحمد السلمان
الرياض - المملكة العربية السعودية
(وقف لله تعالى)
الطبعة العاشرة
١٤١٠هـ - ١٩٩٠م
ناپیژندل شوی مخ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي تفرد بالجلال والعظمة والكبرياء والجمال، وأشكره شكر عبد معترف بالتقصير عن شكر بعض ما أوليه من الإنعام والإفضال. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد فبما أن الأسئلة والأجوبة الأصولية مبسطة جامع لأصول كثيرة وقد طلب مني بعض الإخوان اختصارها ونظرًا إلى ضعف الهمم وتزاحم الدروس على الطلاب وقد كان عندنا الأساس الأول مختصرًا فعزمت على التسبب في طبعه راجيًا من الله الحي القيوم العلي العظيم بديع السموات والأرض أن يجعله خالصًا لوجهه الكريم وأن ينفع به من قرأه ومن سمعه وأن يأجر من تسبب في نشره وبثه إنه جواد كريم رؤوف رحيم وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.
عبد العزيز المحمد السلمان
المدرس في معهد
إمام الدعوة بالرياض
1 / 4
بسم الله الرحمن الرحيم
مؤلف العقيدة
شيخ الإسلام ومفتي الأنام المجتهد في الأحكام تقي الدين أبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني بلدًا الحنبلي مذهبًا.
ولد ﵀ بحران يوم الاثنين عاشر ربيع الأول سنة ٦٦١هـ وقدم به والده وبأخويه عند استيلاء التتار على البلاد إلى دمشق سنة ٦٦٧هـ فأخذ الفقه والأصول عن والده وسمع عن خلق كثير منهم الشيخ شمس الدين والشيخ زيد الدين بن المنجا والمجد بن عساكر وقرأ العربية على ابن عبد القوي صاحب عقد الفرائد نظم الفقه: وعني بالحديث وسمع الكتب الستة والمسند وأقبل على تفسير القرآن فبرز فيه واحكم أصول الفقه والفرائض وغير ذلك من العلوم وتأهل للتدريس وله دون العشرين سنة وتضلع في علم الحديث وحفظه حتى قالوا إن كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فهو ليس بحديث وألف مؤلفات كثيرة في فنون عديدة ورد على المبتدعة وله الفتاوى المفصلة وحل المسائل المعضلة فمن مؤلفاته:
الصارم المسلول.
موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول.
الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح.
منهاج السنة النبوية في
1 / 5
نقض كلام الشيعة والقدرية.
الاختيارات الفقهية.
الرد على المنطقيين.
الفتوى الحموية.
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.
الفتاوى.
التوسل والوسيلة.
معارج الوصول.
نظرية العقد.
وله غيرها منها الواسطية وسبب تسميتها بالواسطية قيل إن القاضي الواسطي عندما قدم لموسم الحج من بلدته واسط طلب من شيخ الإسلام أن يكتب له عقيدته السلفية وفي جلسة لشيخ الإسلام بعد صلاة العصر كتبها. وجرى له ﵀ محن كثيرة منها محنة بسبب تأليفه الحموية وجرى له بسبب فتياه بالطلاق ولما كان في سنة ٧٢٦هـ وقع الكلام في شد الرحل إلى قبور الصالحين والأنبياء فأفتى الشيخ ﵀ بتحريم ذلك فحصل له ما حصل من علماء زمانه وكان منشأ ذلك الحسد والهوى فحبس بأمر السلطان بقلعة دمشق وبقي ﵀ سنتين وثلاثة أشهر، وكان ﵀ في هذه المدة مكبًا على التلاوة والعبادة والتهجد حتى أتاه اليقين وذلك في ٧٢٨هـ فرحمة الله عليه وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا.
هذا وأسأل الله الحي القيوم أن ييسر لدين الإسلام من يقوم بنصره ويزيل ما حدث في البلاد الإسلامية من البدع والضلالات والمنكرات التي عمت وطمت وأفسدت العقائد والأخلاق وشب عليها الصغير وصارت عادات عند كثير من الناس لا تستنكر فلا حول ولا قوة إلا بالله العظيم القوي العزيز وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.؟
1 / 6
بسم الله الرحمن الرحيم
س١- ما هو معنى الحمد وما معنى لفظ الجلالة؟
ج- هو لغة الثناء باللسان على الجميل الاختياري على وجه التعظيم والتبجيل وعرفًا فعل ينبئ عن تعظيم المنعم بسبب كونه منعمًا على الحامد وغيره واللام والألف للاستغراق فجميع المحامد كلها لله.
أما معنى الإله فهو المألوه المعبود المستحق لإفراده بالعبادة لما اتصف به من صفات الألوهية وهي صفات الكمال وهو أعرف المعارف على الإطلاق.
س٢- من هو الرسول ومن هو النبي؟ وهل كل رسول نبي؟
ج- هو لغة من بعث إليه برسالة واصطلاحًا إنسان ذكر أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه فإن أوحي إليه ولم يؤمر فهو نبي فكل رسول نبي ولا عكس.
س٣- ما هو الهدى وما هي أقسامه وما هي أدلة كل قسم؟
ج- الهدى لغة الدلالة والبيان وهو ينقسم إلى قسمين هدى دلالة
1 / 7
وبيان وهو الذي يقدر عليه الرسل وأتباعهم ودليله قوله تعالى (ولكل قوم هاد) وقوله (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم) وقوله ﷺ لعلي ﵁ "لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم"، والقسم الثاني هو الذي لا يقدر عليه إلا الله ﷿ وهو الذي معناه التوفيق والإلهام فهذا هو المذكور في قوله تعالى لنبيه ﷺ (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) وقال (ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء) وقال (إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل) وفيه آيات أخر تدل على ذلك.
س٤- ما المراد بالهدى المذكور في خطبة العقيدة
ج- الهدى معناه ما جاء به النبي ﷺ من الإخبارات الصادقة والإيمان الصحيح والعلم النافع والعمل الصالح.
س٥- ما هو الدين وما معنى قوله ليظهره على الدين كله؟
ج- الدين له معان كثيرة والمراد به هنا جميع ما شرعه الله من الأحكام ومعنى قوله ليظهره أي ليعليه على الأديان كلها بالحجة والبرهان.
س٦- بأي شيء تكون معرفة الإنسان لدينه؟
ج- بمعرفة أركانه الثلاثة المذكورة في حديث جبريل المشهور وهي الإسلام والإيمان والإحسان وقد بينها ﷺ بيانًا واضحًا شافيًا وافيًا.
س٧- ما الذي تفهمه من قوله (وكفى بالله شهيدًا) وبأي شيء تكون شهادته سبحانه؟
1 / 8
ج- المعنى وكفى بشهادته إثباتًا لصدقه قال تعالى (قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم) وشهادته سبحانه تكون بقوله وفعله ونصره وتأييده ومن أسمائه تعالى الشهيد الذي لا يغيب عنه شيء وهو مرادف للرقيب فهو سبحانه مطلع على كل شيء مشاهد له عليم بجميع المعلومات الجلية والخفية سامع لكل المسموعات مبصر لكل المبصرات محيط بكل شيء.
س٨- ما معنى شهادة أن لا إله إلا الله وما أركانها؟
ج- معناه لا معبود بحق إلا الله وأركانها اثنان: نفي وإثبات وحد النفي من الإثبات "لا إله" نافيًا جميع ما يعبد من دون الله "إلا الله" مثبتًا العبادة لله وحده لا شريك له في عبادته كما أنه ليس له شريك في ملكه والله أعلم.
س٩- كم شروط لا إله إلا الله وما هي وما الذي ينافيها؟
ج- شروطها سبعة فأولها العلم المنافي للجهل واليقين المنافي للشك والإخلاص المنافي للشرك والصدق المنافي للكذب والمحبة المنافية لضدها والانقياد المنافي للامتناع والقبول المنافي للرد وهذه السبعة جمعها بعضهم في بيت شعر:
علمٌ يقينٌ وإخلاصٌ وصدقكَ مع محبةٍ وانقيادٍ والقبولِ لها
س١٠- هل يكتفي بالنطق بالشهادة أم لابد من العلم بمعناها
1 / 9
والعمل بمقتضاها؟
ج- لا تعتبر إلا لمن تكلم بها عارفًا لمعناها عاملًا بمقتضاها باطنًا وظاهرًا فلا بد من الشهادتين من العلم والعمل بمدلولهما قال تعالى (إلا من شهد بالحق وهم يعلمون) وقال تعالى (فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك) الآية إلى غير ذلك من الأدلة.
س١١- ما معنى شهادة أن محمدًا رسول الله؟
ج- طاعته فيما أمر به وتصديقه فيما أخبر واجتناب ما عنه نهى وزجر وأن لا يعبد الله إلا بما شرع وأن يعظم أمره ونهيه فلا يقدم عليه قول أحد كائنًا ما كان.
س١٢- ما الحكمة في قرن شهادة أن محمدًا رسول الله بشهادة أن لا إله إلا الله؟
ج- الحكمة في جعل الشهادة للرسول ﷺ بالرسالة مقرونة بالشهادة لله بالتوحيد إشارة إلى أنه لا بد من كل منهما فلا تغني إحداهما عن الأخرى ولهذا قرن بينهما في الأذان وفي التشهد وقال بعضهم في تفسير قوله تعالى (ورفعنا لك ذكرك) ذلك أن الله لا يذكر في موضع إلا ذكر معه ﷺ قاله الحسن وقال قتادة رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة إلا ينادي فيقول أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدًا رسول الله قال مجاهد (ورفعنا لك ذكرك) يعني بالتأذين.
1 / 10
قال حسان:
أغرٌ عليه للنبوة خاتم من الله مشهور يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي مع اسمه إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد
س١٣- ما الحكمة في الجمع له ﷺ بين وصفي العبودية والرسالة؟
ج- الحكمة في ذلك لأنها أعلى ما يوصف به العبد والرسول ﷺ أكمل الخلق فيهما وفيه تنبيه للرد على الذين رفعوه فوق منزلته والذين نبذوا ما جاء به وراء ظهورهم واعتمدوا على الآراء التي تخالف ما جاء به ﷺ.
س١٤- ما حد التوحيد اذكره بوضوح؟
ج- هو علم العبد واعترافه واعتقاده وإيمانه بتفرد الرب بكل صفة كمال وتوحيده في ذلك واعتقاده أنه لا شريك له ولا مثيل له في كماله وأنه ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين.
س١٥- ما هي أقسام التوحيد عند من يجعلها ثلاثة أقسام؟
ج- توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات وتوحيد الألوهية.
س١٦- ما هو توحيد الربوبية؟
ج- هو اعتقاد العبد أن الله هو الرب المتفرد بالخلق والرزق
1 / 11
مربي جميع الخلق بالنعم ومربي خواص خلقه وهم الأنبياء بالعقائد الصحيحة والأخلاق الجميلة والعلوم النافعة والأعمال
س١٧- ما هو توحيد الأسماء والصفات؟
ج- هو اعتقاد انفراد الله بالكمال المطلق من جميع الوجوه بنعوت العظمة والجلالة والجمال وذلك بإثبات ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله ﷺ من جميع الأسماء والصفات ومعانيها وأحكامها الواردة في الكتاب والسنة.
س١٨- ما هو توحيد الألوهية؟
ج- هو العلم والاعتراف بأن الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين وإفراده وحده بالعبادة كلها وإخلاص الدين لله وحده ويسمى هذا النوع توحيد العبادة.
س١٩- هل للتوحيد تقسيم ثان غير ما ذكر؟
ج- نعم، بعضهم يقول التوحيد نوعان: أولًا القولي الاعتقادي سمي بذلك لاشتماله على أقوال القلوب وهو اعترافها واعتقادها وعلى أقوال اللسان والثناء على الله بتوحيده، وهذا النوع هو توحيد الأسماء والصفات التي يدخل فيه توحيد الربوبية.
الثاني: الفعلي وهو المسمى بتوحيد الألوهية وسمي فعليًا لأنه متضمن لأفعال القلوب والجوارح
1 / 12
كالصلاة والزكاة والحج ونحو ذلك.
س٢٠- ما هي أقسام التوحيد القولي؟
ج- الأول النفي وهو ينقسم إلى قسمين نفي النقائص والعيوب عن الله والثاني نفي التشبيه والتعطيل عن أسمائه وصفاته، والثاني من أقسام التوحيد القولي الإثباتي وهو إثبات كل صفة كمال للرحمن وردت بالكتاب والسنة.
س٢١- ما ينزه عنه الله ينقسم إلى قسمين متصل ومنفصل، أذكر مثالًا لكل قسم والضابط لكل قسم؟
ج- مثال المتصل كالنوم والإعياء والتعب واللغوب والموت والجهل والظلم والغفلة والنسيان وعن احتياجه إلى طعم وزرق وضابط هذا القسم ما يناقض ما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله ﷺ في كل ما يضاد الصفات الكاملة.
والقسم الثاني: المنفصل وضابطه تنزيهه عن أن يشاركه أحد من الخلق في شيء من خصائصه التي لا تكون لغيره وذلك كالزوجة والشريك والكفؤ والظهير والشفيع بدون إذن الله والولي من الذل فكل ذلك ينزه عنه الله جل وعلا وتقدس.
س٢٢- أي أقسام التوحيد الذي جاءت به الرسل وأنزلت به الكتب وضحه مع ذكر دليله؟
ج- هو توحيد الألوهية قال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولًا
1 / 13
أن اعبدوا الله) وقال تعالى (ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله) تعالى: (وإلى عاد أخاهم هودًا قال يا قوم اعبدوا الله) وقال: (وإلى ثمود أخاهم صالحًا قال يا قوم اعبدوا الله) وقال: (وإلى مدين أخاهم شعيبًا قال يا قوم اعبدوا الله) وقال: (وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه) وقال يوسف: (إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه) الآية.
س٢٣- ما أركان توحيد الألوهية؟ تكلم عنها بوضوح
ج- اثنان، الصدق والإخلاص، فالأول توحيد المراد فلا يزاحمه مراد، والثاني توحيد الإرادة ببذل الجهد والطاقة في عبادته وحده.
س٢٤- ما ضد هذا القسم الذي هو توحيد العبادة؟
ج- ضده أمران أولًا الإعراض عن محبته والإنابة إليه والتوكل عليه ثانيًا الإشراك به واتخاذ أولياء شفعاء من دونه.
س٢٥- ما ضد توحيد الربوبية؟
ج- أن يجعل لغيره معه تدبيرًا فالربوبية منه لعباده والتأله من عباده له.
س٢٦- ما ضد توحيد الأسماء والصفات؟
ج- أمران: التعطيل والتشبيه، فمن نفى صفاته تعالى وعطلها
1 / 14
ناقض تعطيله توحيده وكذّبه ومن شبهه بخلقه ناقض تشبيهه توحيده وكذبه.
س٢٧- ما معنى الصلاة على النبي ﷺ ومن هم آل النبي ﷺ ومن هو الصحابي؟
ج- معناها ثناء الله عليه عند الملأ الأعلى وآل الشخص هم المنتمون إليه الذين تجمعهم به صلة وثيقة من قرابة ونحوها وأحسن ما قيل في آل النبي أنهم أتباعه على دينه والصحابي كل من لقيه ﷺ مؤمنًا ومات على ذلك.
س٢٨- ما معنى كلمة أما بعد ولأي شيء يؤتى بها وإلى أي شيء أشار المنصف بقوله هذا أعقاد الفرقة الناجية؟
ج- معناها أي أما بعد مهما يكن من شيء ويؤتى بها للانتقال من أسلوب إلى أسلوب والإشارة فيما يظهر والله أعلم أنه إلى ما تصوره في الذهن من ما سيصنفه وإن كانت الخطبة بعد العقيدة فهي إلى العقيدة.
س٢٩- ما معنى الاعتقاد ومن هي الفرقة الناجية؟
ج- هو مصدر اعتقد وهو يطلق على التصديق مطلقًا وعلى ما يعتقده الإنسان من أمور الدين والفرقة الناجية هم أهل السنة والجماعة.
س٣٠- من أين أخذ وصفها بأنها ناجية وضح ذلك؟
1 / 15
ج- من قوله ﷺ "ستفترق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة" ومن قوله: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة".
س٣١- ما هي السنة ومن هم أهلها ولم نُسبوا إليها؟
ج- هي لغة الطريقة وشرعًا أقوال النبي ﷺ وأفعاله وإقراراته وأهلها. هم المتعبون لها ونُسبوا إليها لتمسكهم بها وانتسابهم إليها دون الطرق الأخرى المنحرفة.
(الإيمان بالله)
س٣٢- ما هو الإيمان بالله الذي هو الركن الأول من الإيمان؟
ج- هو الاعتقاد الجازم بأن الله رب كل شيء ومليكه وأنه الخالق الرزاق المحيي المميت وأنه المستحق لأن يفرد بالعبادة والذل والخضوع وجميع أنواع العبادة وأن الله هو المتصف بصفات الكمال والعظمة والجلال المنزه عن كل عيب ونقص.
(الإيمان بالملائكة)
س٣٣- ما هو الإيمان بالملائكة الذي هو الركن الثاني من أركان الإيمان؟
1 / 16
ج- هو التصديق الجازم بأن لله ملائكة موجودون مخلوقون من نور وإنهم كما وصفهم الله عباد مكرمون يسبحون الليل لا يفترون وأنهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون وأنهم قائمون بوظائفهم التي أمرهم الله بالقيام بها.
س٣٤- هل يكفي الإيمان إجمالًا بالملائكة؟
ج- أما من ورد تعيينه باسمه المخصوص كجبريل وميكائيل وإسرافيل ورضوان ومالك ومن ورد تعيين نوعهم المخصوص كحملة العرش والحفظة والكتبة فبالتفصيل وأما البقية فيجب الإيمان بهم إجمالًا ولا يحصي عددهم إلا الله.
(الإيمان بكتب الله)
س٣٥- ما هو الإيمان بكتب الله الذي هو الركن الثالث من أركان الإيمان؟
ج- هو التصديق الجازم بأن لله كتبًا أنزلها على أنبيائه ورسله وهي من كلامه حقيقة وأنها نور وهدى وأن ما تضمنته حق ولا يعلم عددها إلا الله وأنه يجب الإيمان بها جملة إلا ما سمى الله منها وهي التوراة والإنجيل والزبور والقرآن فيجب الإيمان بها على التفصيل ويجب مع الإيمان بالقرآن وأنه منزل من عند الله الإيمان بأن الله تكلم به حقيقة كما تكلم بالكتب المنزلة على أنبيائه وأنه المخصوص
1 / 17
بمزية الحفظ من التبديل والتغيير قال تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وقال (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد)
(الإيمان برسل الله)
س٣٦- ما هو الإيمان برسل الله الذي هو الركن الرابع من أركان الإيمان؟
ج- التصديق الجازم بأن لله رسلًا أرسلهم لإرشاد الخلق في معاشهم ومعادهم اقتضت حكمة اللطيف الخبير أن لا يهمل خلقه بل أرسل إليهم رسلًا مبشرين ومنذرين فيجب علينا الإيمان بمن سمى الله منهم في كتابه على التفصيل والإيمان جملة بأن لله رسلًا غيرهم وأنبياء لا يحصي عددهم إلا الله ولا يعلم أسماءهم إلا هو جل وعلا قال تعالى: (ورسلًا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلًا لم نقصصهم عليك) .
عدد الرسل
س٣٧- كم عدد المذكورين من الأنبياء والرسل في القرآن ومن هم اذكرهم بوضوح؟
ج- عددهم خمس وعشرون وهم: آدم، إدريس، نوح، هود، صالح، إبراهيم، لوط، يونس، إسماعيل، إسحاق، يعقوب، يوسف،
1 / 18
أيوب، شعيب، موسى، هرون، اليسع، ذو الكفل، داود، زكريا، سليمان، الياس، يحيى، عيسى، محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
س٣٨- ما موضوع رسالة الرسل وما الحكمة فيها؟ وما الدليل عليها؟
ج- موضوعها التبشير والتنذير قال تعالى: (رسلًا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) والحكمة في إرسال الرسل دعوة أممهم إلى عبادة الله وحده والنهي عن عبادة ما سواه قال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولًا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) .
س٣٩- من هم أولوا العزم من الرسل وأين ذكروا؟
ج- هم محمد ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى المذكورون في آية سورة الشورى قوله تعالى: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحًا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) وفي آية الأحزاب: (وإذا أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم)
س٤٠- ما الواجب علينا نحو الرسل عليهم الصلاة والسلام؟
ج- يجب علينا تصديقهم وبأنهم بلغوا جميع أرسلوا به على ما أمرهم الله به وبينوه بيانًا واضحًا لا يسع أحدًا ممن أرسلوا إليه جهله
1 / 19
ولا يحل خلافه قال تعالى (من يطع الرسول فقد أطاع الله) فيجب علينا الإيمان بأنهم معصومون عن الكذب والخيانة والكتمان وأنهم معصومون من الكبائر وأما الصغائر فقد تقع منهم والكتاب والسنة يدلان على ذلك لكن لا يقرون عليها بل يوفقون للتوبة منها ويجب احترامهم وأن لا يفرق بينهم ويجب الاهتداء بهديهم والائتمار بأمرهم والكف عما نهو عنه ويجب اعتقاد أنهم أكمل الخلق علمًا وعملًا وأصدقهم وأبرهم وأكملهم أخلاقًا وأن الله خصهم بفضائل لا يلحقهم فيها أحد وبرأهم من كل خلق رذيل ويجب محبتهم وتعظيمهم ويحرم الغلو فيهم ورفعهم فوق منازلهم.
س٤١- ما الأشياء التي تجوز على الرسل؟
ج- يجوز في حقهم عقلًا وشرعًا النوم والنكاح والأكل والجلوس والمشي والضحك وسائر الأعراض البشرية التي لا تؤدي إلى نقص في مراتبهم العلية فهم بشر يعتريهم ما يعتري سائر أفراده فيما لا علاقة له بتبليغ الأحكام وتمتد إليهم أيدي الظلمة وينالهم الاضطهاد والأذى وقد يقتل الأنبياء كما أخبر الله في كتابه بقوله (ويقتلون الأنبياء بغير حق) (وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق) وقال ﷺ "ولكني أصلي وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء" وكان ﷺ يمرض ويتألم ويشتكي وكان يصيبه الحر والبرد والجوع والعطش والغضب والضجر والتعب ونحو ذلك مما لا نقص عليه فيه.
1 / 20
س٤٢- ما الدليل على صدق الرسل وبأي شيء أيدهم الله تعالى؟
ج- أيدهم الله بالدلالة الباهرة الدالة على صدقهم في دعواهم الرسالة فمن معجزاته ﷺ القرآن الذي أعجز الخلق كلهم ومثل انشقاق القمر وحراسة السماء بالشهب ومعراجه إلى السماء وكفاية الله له أعداءه وعصمته من الناس وإجابة دعائه وإعلامه بالمغيبات الماضية والمستقبلة وتأثيره في تكثير الطعام والشراب إلى غير ذلك، وكما أيد الله موسى ﵇ قال تعال: (ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات) وسائر رسله مع انضمام ذلك إلى أحوالهم الجليلة وأخلاقهم السامية مع سلامة الفطرة والعفاف والكرم والشجاعة والعدل والنصح والمروءة التامة إلى غير ذلك من الأخلاق الفاضة الدالة لمن تأملها أن ما جاءوا حق وصدق لا شك فيه.
الإيمان بالعبث
س٤٣- ما هو البعث وما دليله وما حكم الإيمان به؟
ج- هو لغة التحريك والإثارة وشرعًا إعادة الأبدان وإدخال الأرواح فيها قال تعالى (ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون) وقال (ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون) وقال (فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة، يوم يخرجون من الأجداث سراعًا كأنهم إلى نصب يوفضون) فقيام الناس لرب العالمين حق ثابت يجب الإيمان به.
1 / 21
س٤٤- ما حكم إنكاره وما دليل الحكم؟
ج- إنكاره كفر أكبر مخرج عن الملة الإسلامية قال تعالى (زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبئون بما عملتم وذلك على الله يسير) وقال (ومنها نخرجكم تارة أخرى) وقال ﷺ للعاص بن وائل وقد جاء بعظم حائل ففتته بيده وقال يا محمد يحيي الله هذا بعدما أرم قال نعم يبعث الله هذا ثم يميتك ثم يحييك ثم يدخلك نار جنهم فنزلت هذه الآية قوله تعالى (أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين وضرب لنا مثلًا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة) .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في النونية في هذه الأركان الخمسة:
إيماننا بالله ثم برسله وبكتبه وقيامة الأبدان
وبجنده وهم الملائكة الأولى هم رسله لمصالح الأكوان
هذي أصول الدين حقًا أصول الخمس للقاضي هو الهمذان
الإيمان بالقدر
س٤٠- ما هو الإيمان بالقدر اذكره بوضوح؟
ج- هو التصديق الجازم بأن كل خير وشر فهو بقضاء الله وقدره وأنه الفعال لما يريد لا يكون شيء إلا بإرادته ولا يخرج شيء عن مشيئته وليس في العالم شيء يخرج عن تقديره ولا يصدر إلا عن تدبيره
1 / 22