د انګلیسي قصو نه غوره
مختارات من القصص الإنجليزي
ژانرونه
فقلت لكارولين سبنسر: «إني أهنئك. فإني أعتقد أن هذا خير فندق في العالم. وإذا اتفق أني استطعت أن أختلس من وقتي هنا لحظة أراك فيها، فأين أجدك؟»
فقالت بلهجة الجذل: «ما أحلاه من اسم ... ألا بل نورماند!»
ولما غادرتها انحنى لي ابن عمها ملوحا بقبعته في دائرة واسعة.
3
تبين أن أختي لم تعد إليها نفسها إلى حد يسمح بأن تغادر الهافر على قطار العصر، فلما كان الغسق ألفيت نفسي في فسحة من الوقت، وأن في وسعي أن أزور فندق «ألا بل نورماند.» ويجب أن أعترف أني قضيت وقتا طويلا أفكر فيما عسى أن يكون هذا القريب الرذل لصديقتي الجميلة قد أفضى إليها به من أخبار السوء. وكان «ألا بل نورماند» خانا صغيرا في سكة ظليلة مريبة، لا يرتاح المرء حين يتصور أن الآنسة سبنسر لا بد أن تكون قد صادفت فيها كثيرا من «اللون المحلي»، وكان هناك - في الخان - فناء ضيق يتخذ للسمر، وسلم إلى غرف النوم، درجه على ظاهر الحائط، ونافورة صغيرة يقطر منها الماء وفي وسطها تمثال من الجص، وغلام يلبس طاقية بيضاء ويلف وسطه بفوطة، ينظف بعض الأواني النحاسية في مدخل المطبخ الظاهر، وربة الفندق وهي سيدة ثرثارة، في شفوف نظيفة، ترتب الكمثرى والعنب على هيئة الهرم في طبق قرمزي. فأجلت عيني في المكان فرأيت كارولين سبنسر على دكة خضراء، خارج باب مفتوح كتب عليه: «حجرة الطعام»، وما كادت عيني تأخذها حتى تبينت أن شيئا حدث بعد أن تركتها في الصباح؛ فقد كانت مضطجعة على الدكة، ويداها متشابكتان في حجرها، وعينها على ربة الخان في الناحية الأخرى من ساحة البيت وهي ترتب الكمثرى.
ولكني أدركت أيضا أنها لم تكن تفكر في الكمثرى، وإنما كانت تشخص وهي ذاهلة عما حولها، مفكرة في خلافه، ودنوت منها فتبينت أنها حديثة عهد بالبكاء. وقعدت على الدكة إلى جانبها قبل أن تراني، فلما أبصرتني لم تزد على أن تلتفت بلا دهشة، وأن تريح عينها على وجهي. ولا بد أن ما وقع كان غاية في السوء، فقد تغيرت جدا.
ولم أتوان في مصارحتها برأيي فقلت: «إن ابن عمك قد أبلغك خبرا سيئا فإني أراك في كرب شديد.»
فلبثت لحظة لا تقول شيئا، وخيل إلي أنها تخشى أن تتكلم لأن الدموع تتحير في عينيها. ولكني ما لبثت أن تبينت أنها أراقت كل عبرة في الفترة الوجيزة التي غبت عنها فيها، وأنها استرجعت، واستردت جلدها وسكينتها.
وقالت أخيرا: «إن ابن عمي المسكين مكروب، وقد كان ما أبلغنيه سيئا.» وترددت قليلا ثم قالت: «كانت حاجته شديدة إلى المال.»
فقلت: «تعنين حاجته إلى مالك؟»
ناپیژندل شوی مخ