د انګلیسي قصو نه غوره
مختارات من القصص الإنجليزي
ژانرونه
فكان الجواب الموجز: «سأبقى هنا.»
وافترق الحبيبان بعد عناق طويل، ونظرت الدوقة إلى المستر أوكهيرست، فخيل إليها أنه ينتظر ليصحب توم، فسألت: «أأنت ذاهب كذلك؟» فقال: «إلى مجرى الوادي فقط.» والتفت إليها فجأة، وقبلها، وترك وجهها الشاحب مضطرما، وأعضاءها المضطربة متصلبة من فرط الذهول.
وجاء الليل، ولكن المستر أوكهيرست لم يجئ، وثارت العاصفة مرة أخرى، وراحت الرياح الدائرة تلقي الثلج، وأججت الدوقة النار، ووجدت أن بعضهم ترك إلى جانبها كوما من الحطب يكفي بضعة أيام؛ فاغرورقت عينها بالدموع، ولكنها أخفتها عن بيني.
وصارت الفتاة والدوقة لا تنامان إلا غرارا. ولما أصبح الصباح قرأت كل منهما مصيرها في وجه صاحبتها. ولم تنطق إحداهما بكلمة، ولكن بيني نحلت نفسها حق الذي هو أقوى، فدنت من الدوقة، وأحاطت خصرها بذراعها، وظلتا هكذا بقية النهار. وبلغت العاصفة في تلك الليلة أعنف ثوراتها. فمزقت أشجار الصنوبر التي كانت كالوقاء للكوخ، واقتحمته عليهما.
وقبيل الصبح وجدتا أنهما عاجزتان عن تقوية النار، فما لبثت أن خمدت، وبينما كانت الجمرات تسود، والذكوات تهمد اقتربت الدوقة من بيني، وخرجت من الصمت الذي ظل ساعات، وقالت: «بيني، هل تستطيعين أن تصلي؟» فقالت بيني ببساطة: «كلا، يا عزيزتي.» فأحست الدوقة لسبب ما، أن عبئا انحط عن صدرها، وأراحت رأسها على كتف بيني، ولم تقل شيئا بعد ذلك، وغلبهما النوم وهما على هذا الحال، صغراهما وأطهرهما ، تحمل على صدرها البكر العف، رأس رفيقتها الملوثة.
وهدأت الريح، كأنما أشفقت أن توقظهما. ونفضت أغصان الصنوبر الطويلة ثلجها، فطار كالريش، وخفق كالحمائم البيضاء، ثم هبط عليهما وهما نائمتان. وأطل القمر من خلل السحاب الممزق على المكان. ولكن كل لوثة، كل أثر من آثار الجهد والكد على الأرض، انطوى تحت هذا الستر الناصع النقي الذي ألقته رحمة السماء!
ونامتا طول ذلك اليوم، واليوم التالي، ولم تستيقظا لما عصفت أصوات القادمين بالسكون. وامتدت الأصابع الرحيمة، فنحت الثلج عن الوجهين، غير أنه ما كان يسع أحدا أن يقول، وهو ينظر إليهما، أيهما كانت المخطئة، حتى أهل بوكر فلات، بقانونهم الصارم، أدركوا هذا، فمضوا عنهما وتركوهما في عناقهما. ولكنهم، على رأس الوادي، وعند شجرة من أضخم أشجار الصنوبر، وجدوا ورقة من أوراق اللعب مسمرة إلى الجذع بمدية، وعليها ما يأتي، مكتوبا بالقلم الرصاص، وبيد ثابتة:
تحت هذه الشجرة يرقد جثمان جون أوكهيرست الذي عثر به الحظ في الثالث والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني سنة 1850 وقد أسلم أمره لقضاء الحظ فيه في السابع من ديسمبر/كانون الأول سنة 1850.
ووجدوا هذا الذي كان أقوى المنفيين من بوكر فلات، وأضعفهم في آن معا، راقدا تحت الثلج، وقد انقطع النبض وابترد الجسم، وإلى جانبه مسدس، وفي قلبه رصاصة!
هوامش
ناپیژندل شوی مخ