د انګلیسي قصو نه غوره
مختارات من القصص الإنجليزي
ژانرونه
ولكن بعضهم كانوا من حين إلى حين يقبلون علي، فتسري في بدني رعدة من الاستبشاع فأتنحى عن طريقهم، وخفت حدة النار لحظة، فخفت أن يستطيع هؤلاء القذرون أن يروني، وحدثت نفسي أن أبدأ المعركة بقتل بعضهم قبل أن يتسنى لهم أن يهجموا علي، ولكن ألسنة النيران ارتفعت مرة أخرى، فرددت يدي عنهم، ورحت أمشي على التل وأجنبهم، وأبحث عن وينا، ولكن وينا ذهبت!
وأخيرا قعدت على ذروة الكثيب، ورحت أراقب هؤلاء العميان وهم يتخبطون، ويتلاغطون، في النورالذي أعشاهم، وكان الدخان المتلوي يرتفع إلى السماء، وكانت النجوم الصغيرة تومض من خلال هذا الستر الأحمر كأنها في عالم آخر. واندفع نحوي اثنان أو ثلاثة من السفليين فدفعتهم عني باللكمات، وأنا أنتفض.
وظللت طول تلك الليلة أعتقد أن هذا كابوس، فعضضت نفسي وصحت لأستيقظ. وضربت الأرض بيدي، ونهضت واقفا وقعدت، وذهبت هنا وهنا، ثم قعدت مرة أخرى، ثم فركت عيني ودعوت الله أن يوقظني. ورأيت السفليين ثلاث مرات، يحنون رءوسهم من الألم ويندفعون إلى النار، وأخيرا طلع النهار فوق اللظى الذي مال إلى الخمود، وكتل الدخان الأسود المتموجة، وبقايا الأشجار.
وبحثت مرة أخرى عن وينا، ولكني لم أعثر لها على أثر، وكان من الجلي أنهم تركوا المسكينة في الغابة، ولا أستطيع أن أصف لكم شعور الارتياح إلى أنها نجت من المصير الذي كان مقدورا لها، وكدت وأنا أفكر في هذا أنهض لتقتيل هؤلاء الأمساخ، ولكني كبحت نفسي، وكان الكثيب كالجزيرة في الغابة، وكنت أستطيع من قمته أن أرى قصر الصيني الأخضر من خلال سحب الدخان، وبهذا وسعني أن أعرف وجهتي إلى التمثال. وهكذا تركت بقية هؤلاء الملاعين يذهبون ويجيئون ويتأوهون ويأنون، في النهار المرتفع، وربطت شيئا من الحشيش على قدمي، وذهبت أظلع فوق الرماد وبين الأعواد السوداء التي كانت النار ما زالت تخفق في جوفها، إلى مخبأ آلة الزمان، وكنت أمشي على مهل فقد كنت منهوك القوة، وكنت أعرج أيضا، وكنت أشد ما أكون أسى على مصرع وينا، وبدا لي هذا كأنه كارثة. وأن الأمر ليبدو لي الآن في غرفتي المألوفة أشبه بأسى الحلم منه بالخسارة الحقيقية، ولكن موتها أورثني في ذلك الصباح وحشة شديدة، فرحت أفكر في بيتي هذا، وفي هذه النار التي ندفأ بها وفيكم، فصبوت إلى حياتي هذه صبوة كلها ألم.
ولكني اكتشفت شيئا، وأنا أمشي فوق الرماد تحت السماء الصافية، فقد وجدت في جيب البنطلون عيدان كبريت! فيظهر أن العلبة انكسرت قبل أن أفقدها. (13) معلاق
7
التمثال
حوالي الساعة الثامنة أو التاسعة صباحا، كنت على نفس المقعد المصنوع من المعدن الأصفر الذي أشرفت منه على العالم ليلة وصولي، فلم يسعني إلا أن أفكر فيما تسرعت بالذهاب إليه من الآراء في ذلك المساء، وإلا أن أضحك ضحكا كله مرارة وسخط، من ثقتي واغتراري. هنا نفس المنظر الجميل الذي صافح عيني ليلتئذ، والأرض المحوارة
8
المنورة، والقصور البديعة، والخرائب الرائعة، والنهر الفضي بين شاطئيه الخصيبين، والثياب الزاهية، على هؤلاء الأناسي اللطاف الحسان وهم يمشون بين الشجر. وكان بعضهم يستحم، في حيث أنقذت وينا من الغرق، وقد أورثتني هذه الذكرى شكة أليمة. وكانت القباب على أفواه الآبار إلى السراديب، كاللوثة على جمال الأرض. وتبدى لي، وأنا أراها، ما يحجبه جمال هذه الدنيا العلوية، وكان يوم هؤلاء العلويين سجسجا، كيوم الأنعام في مراعيها، وكانوا هم كالأنعام، لا يدرون أن لهم عداة، ولا يدبرون شيئا يقضون به حاجاتهم ويدفعون به المضرة عنهم، وما أظن مصيرهم إلا أنه كمصير الأنعام!
ناپیژندل شوی مخ