261

ثم هذا العقاد الذي قضى زهرة الحياة مع سيد المغنين عبده الحامولي، لقد دعته ضرورات العيش بعده إلى أن يعمل مع غيره، ومنهم من لا يستطيع أن يغني إلا على حساب قانون العقاد، ومنهم من يستطيع أن يستقل بنفسه لولا أنه يريد زيادة الإحسان بقانون العقاد، وارتفاع الصيت بأن يقرن اسمه إلى اسمه إلا أنه لوحظ في مؤخرات سنيه أنه ما انفسح الموضع لتقسيمات العقاد، وتواثبت حاجات الطرب إلى إطالتها والتبسط فيها، إلا أقصر وأوجز وختم وهو يشهد استشراف الناس منه لكثير!

وعلم الله ما كان ليفعل هذا ضنا على الناس، ولا تقية جهد ونصب إنما كان يفعله مصانعة للمغني، وخيفة أن يعرض الناس عنه في طلب اطراد العقاد بقانونه إلى غاية المجلس.

وهذا فعل الحاجة، وقاتل الله الحاجة، فلقد طالما جنت من مفاخر الحياة ومتعها على كثير !

الشيخ سيد درويش1

سيداتي، سادتي

لقد فرضت لنفسي إجازة أستريح فيها من عناء أي عمل! على أن أعود إلى شأني في خلال شهر أكتوبر، إذا أذن الله ومد في العمر وبسط في العافية، ولكنني عوجلت بالدعوة إلى الحديث في هذه الليلة، ولقد كان في المعاذير مندوحة، لولا أن الحديث في صديقي المرحوم الشيخ سيد درويش، وللشيخ سيد درويش عندي مقام كريم.

وإذا كنت أحدثكم الليلة عن هذا الرجل، فما كان حديثي عن رواية راو أو نقل ناقل؛ إنما هو من رؤية راء وشهادة شاهد:

رجلان اثنان رأيتهما أول ما رأيتهما، فإذا كل منهما في مبدأ النظر من أصغر الناس وأخفهم في الميزان، ثم ما برح كل يوم يكبر في عيني ثم يكبر حتى يضيق به مدى النظر جميعا، وحتى أصبح وزنه وتقديره مما ينوء بكل وزن وكل تقدير!

هذان الرجلان الصغيران الكبيران، الدقيقان الجليلان، هما الشاب العالم الهندي ضياء الدين أحمد، والشاب الموسيقار المصري سيد درويش، وضياء الدين هذا هو الذي أحرز جائزة إسحق نيوتن ولما يزل في السادسة والعشرين!

ولندع ذلكم العالم الهندي الآن، ولنمض بالحديث في هذا الذي نحتفل اليوم بذكره:

ناپیژندل شوی مخ