سيداتي، سادتي
الآن أنقل إليكم حديث ذلكم الأعرابي بعد أن علقته وقيدته بقدر ما واتاني الجهد، فإن كنت قد عالجته بعض العلاج ففي شيء من الصياغة بتقويم ما لا يستقيم في آذاننا من لهجة أولئكم الأعراب، قال:
دعاني صاحبك ذات عشية إلى أن أصعد إليه، فلما استوينا في مجلسنا من إحدى الغرف، أومأ إلى ركنها، فحولت بصري فإذا دمية
3
من خشب بتر ساقاها فأقعدوها على منضدة،
4
لها أنف صغير، ولها أذنان دقيقتان، وقد توسط ما دون الجبين عين لها، وا عجباه، واحدة تمزقت حدقتها فتناثرت في بياضها تناثر أكارع النمل، على صفحة الرمل، ولها فم، يا حفيظ! قد استهلك نصف وجهها، سجوه بديباجة من حرير، وليتهم سدوا عليه مسامير من حديد! وما أحسب والله هذه الدمية إلا صنعت على صورة الجن لم تطبع على صورة الإنسان!
ثم قام صاحبك إليها فعرك أذنها، وسرعان ما احمرت حدقتها فاستعذت بالله من الشيطان الرجيم! ثم سمعت لها حسيسا
5
ما لبث أن استحال زمزمة وهمهمة،
ناپیژندل شوی مخ