25 - وبه قال الخلادي: ثنا محمد بن محمود النهرواني أبو سعيد، ثنا تمام بن العباس بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بالكوفة (ق67ب)، ثنا محمد بن الفضل الواسطي، ثنا عمير بن عمران، ثنا سفيان الثوري، قال: دخلت على أبي جعفر فقال: يا سفيان ما لك لا تحدثني عن علي بن أبي طالب؟ قلت: يا أمير المؤمنين أكره أن أغمك، فقال: يا سفيان، لا تفعل فوالله لو حدثتني أن عليا بن أبي طالب لمس السماء بيده ما أنكرت ذلك عليك، وذلك لما رأت عيناي، فقلت: يا أمير المؤمنين، وما رأت عيناك حدثني به، قال: إني اغتممت ليلة فركبت فرسا لأبي، فخرجت إلى البحر، فبينا أنا أسير إذ سمعت نداء بالصلاة، فأتيت مسجدا فنزلت عن دابتي، فإذا رجل في المسجد ليس فيه أحد غيره، قال: فأسفرنا، فقلت: يا هذا، قم للصلاة، فقام فأقام، ثم قال لي: صله، فقلت: لا، صل أنت، قال: فصليت، فلما انصرفت نظرت إلى رجل أسود الوجه، أبيض الجسد، فقلت: يا عبد الله ما أمرك؟ حدثني، فقال: لا أحدثك، فقلت: أنا رجل من أولاد الملوك إن لم تحدثني أحدثك فذهبت بك، فقال لي: أما إذ أبيت فإني أخبرك، أني كنت أشهد عند عبد الملك، وكنا نشتم علي بن أبي طالب فبينا ليلة، فلما كان في بعض الليل نمت فأريت أن القيامة قامت وأن الناس يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيستسقونه الماء، فكتب لهم إلى الحوض، وإني أتيته فاستسقيته فكتب لي إلى الحوض، فأتيته فإذا أنا بعلي بن أبي طالب قائم معه عصا عوسج، فلما رآني صاح في صيحة شديدة ولم يسقني، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فشكوت ذلك إليه فكتب لي إليه كتابا ثانيا فأتيته به، فلما رآني صاح بي صيحة شديدة أشد من الصيحة الأولى (ق68أ) ولم يسقني فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فشكوت ذلك إليه فكتب لي إليه كتابا ثالثا، فلما رآني أخذ بيدي فغمز ذراعي، وظننت أنه قد كسرها، ثم أتى بي النبي صلى الله عليه وسلم يقودني، إن هذا كان يشتمني عند عبد الملك بن مروان، فتفل النبي صلى الله عليه وسلم في وجهي، فاسود وجهي من تلك التفلة.
مخ ۲۷