مختار الاخبار
مختار الأخبار
ژانرونه
الغربان انقلبوا إلى الفساد من قطع الطرقات ، وارتكاب المحرمات ، فرأى الأمراء الأكابر أنه لابد من إخماد فتنتهم ، واستئصال شأفتهم ، والاقتصاص منهم عما أسلفوا ، وإتلافهم من أبادوا من الأنفس وأتلفوا ، اقتداء بقوله في محكم الكتاب : هو ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب ه . وقالت العرب من كلام حكمتها و القتل أنفي للقتل ، وقال أبو الطيب المتنبي :
شير المملكة ، والأمير سيف الدين بكتمر أمير جاندار ، وجماعة من الأمراء الأكابر ، وتفرقوا على الطرقات ، وساروا على عدة جهات ، فمنهم طائفة توجهوا من وسط البلاد ، وطائفة من البر الشرق ، وفرقة من البر الغربي ، وجدت جماعة إلى الواحات ، وجماعة إلى الطور ، وجماعة إلى جهة القلزم إلى برية العربة ، وأحاطوا بالعربان من كل جانب ، وأنشبوا فيهم مخالب المصائب ، وشتتوا شملهم في الآفاق ، وأذاقوهم من النهب والقتل أمر المذاق . وكان عدة من أبيد منهم قريب ثلاثة ألف نفر، سوى من أخذ أسيرا ، وسجن شهورا . وعادت العساكر بأموالهم وخيلهم وجمالهم . وكان ما حصل للسلطنة منهم من الخيول خمسة آلاف فرس ، ومن الجمال تقدير ثلاثة آلاف ، ومن الغنم ما يزيد على مائة ألف رأس ، غير ما اختلسه الأجناد وتبعهم من الغلمان والسواد . وعاد الأمراء المذكورون في الرابع والعشرين من شعبان .
مخ ۱۱۹