بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين يقول مولانا السعيد المرحوم، شرف آل الرسول، النقيب الطاهر المعظم، أوحد الدهر، وفريد العصر، الزاهد العابد، ذو الفضائل الجمة، والماثر الجميلة، رضي الدين، ركن الاسلام والمسلمين، أبو القاسم علي بن موسى، بن جعفر، بن محمد، بن محمد الطاوس العلوي الفاطمي " قدس الله روحه، وأسكن الرحمة رخامه وضريحه ":
أحمد الله جل جلاله بحسب ما يهديني إليه، ويقويني عليه، وأشهد أن لا اله إلا الله، شهادة تقربني إليه، وتؤمنني (1) في الدنيا وعند القدوم إليه، وأشهد أن محمدا جدي، عبده ورسوله، وأعز الخلائق عليه، وأنه أحق بما أسند إليه، في تعيينه لمن يقوم مقامه فيه، ويحفظه ويؤديه، وبعد:
فإني وجدت دعوات لطيفة، ومهمات شريفة، وقد سميتها ب " المجتنى من الدعاء المجتبى "، وجعلت أولها ما نقلته من الجزء الرابع من كتاب " دفع الهموم والأحزان، وقمع الغموم والأشجان " (2) تأليف: أحمد بن داود النعماني رحمه الله.
مخ ۴۷
قال: وشكى رجل إلى الحسن بن علي صلوات الله عليهما جارا يؤذيه، فقال له الحسن عليه السلام: (إذا صليت المغرب * فصل ركعتين، ثم قل:
يا شديد المحال، يا عزيز أذللت بعزتك جميع خلقك (1)، أكفني شر فلان بما شئت.
قال: ففعل الرجل ذلك، فلما كان في جوف الليل سمع الصراخ (2)، وقيل:
فلان قد مات الليلة (3).
ومن الكتاب المذكور، والمهمات المذكورة:
قال جابر بن عبد الله: دعا النبي صلى الله عليه وآله على الأحزاب (4) يوم الاثنين ويوم الثلاثاء، واستجيب له يوم الأربعاء بين الظهر والعصر، فعرف السرور في وجهه، قال جابر: فما نزل بي أمر غائط (5) وتوجهت في تلك الساعة، إلا عرفت الإجابة.
ومنه: قال النبي صلى الله عليه وآله: (من كانت له حاجة فليطلبها في
مخ ۴۸
العشاء، فإنه لم يعطها أحد من الأمم قبلكم) يعني: العشاء الآخرة.
ومن الكتاب المشار إليه:
قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أهمه (1) أمر أو كربه (2) أو بلغه من المشركين بأس، قبض يده، ثم قال: (تضايقي تنفرجي) ثم استقبل القبلة ورفع يده فقال:
بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم إياك نعبد وإياك نستعين، اللهم كف (3) بأس الذين كفروا فإنك أشد بأسا وأشد تنكيلا.
فوالله، ما يبسطها حتى يأتيه الفرج.
وفي رواية أخرى: فما يخفض يديه المباركتين حتى ينزل الله تعالى النصر.
ومنه: إذا فزعت من سلطان و (4) غيره، فقل:
حسبي الله، لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.
فإنك لا ترى في وجهه قترا ولا ذلة.
ومنه: إذا دخلت على سلطان تخافه، فقل:
الله الله ربي، الله ربي، الله ربي، لا أشرك به شيئا.
تقوله مرارا، فإنه لا يصل إليك مكروه.
مخ ۴۹
ومنه: للسلطان تقول (1) في وجهه إذا رآك - مما قد جرب.
أطفأت غضبك يا فلان بلا إله إلا الله.
ومنه: قال نوبة العنبري: أكرهني يوسف بن عمر على العمل فهربت، فلما رجعت حبسني حتى لم يبق في رأسي شعرة سوداء، فأتاني ات في منامي، عليه ثياب بياض (2)، فقال: أيا نوبة، قد أطالوا حبسك؟ قلت: أجل، قال: قل:
أسال الله العفو والعافية، والمعافاة في الدنيا والآخرة.
ثلاثا، وهو من الدعاء المستجاب الذي لا يشك فيه، يدعى به في الشدائد والحبوس، ويقترن الفرج به، قال: فلما استيقظت فكتبت ما قال، قم توضأت وصليت ما شاء الله، وجعلت ادعو حتى صليت صلاة الصبح، فجاء حرسي فقال:
أين نوبة العنبري؟ فحملني في قيودي وأدخلني عليه وأنا أتكلم بهن، فلما رآني أمر بإطلاقي، قال نوبة: فعلمتهن (3) رجلا في السجن، فقال: لم ادع إلى عذاب قط فقلتهن الا خلي عني، فجئ بي يوما إلى العذاب فجعلت أتذكرهن فلا أذكرهن حتى جلدت مائة سوط، فذكرتهن حينئذ ودعوت بهن فخلي عني (4).
مخ ۵۰
ومنه: للعدو تقوله (1) في وجهه فلا يقدر على ضرك.
" كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز " (2).
ومنه: للسلطان إذا خفته:
" وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون " (3) فإنه لا يضرك.
ومنه: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: (من ظلم وأقام ظالمه على ظلمه لا يرجع عنه، فليفض (4) الماء على نفسه ، ويسبغ (5) الوضوء ويصلي ركعتين، ثم يقول:
اللهم إن فلان بن فلان ظلمني،، واعتدى علي، ونصب لي، وأمضني (6) وارمضني (7)، وأذلني وأخلقني (8)، اللهم فكله
مخ ۵۱
إلى نفسه، وهد ركنه، وعجل جائحته (1)، واسلبه نعمتك عنده، واقطع رزقه، وابتر (2) عمره، وامح أثره، وسلط عليه عدوه، وخذه من مأمنه كما ظلمني واعتدى علي ونصب لي، وأمض وأرمض وأذل وأخلق.
فإنه لا يمهل.
ومنه: وروي: من كان بينه وبين رجل ظلامة فقال وهو متوجه إلى القبلة:
اللهم إني أستعديك (3) (4) على فلان بن فلان فأعدني (5)، فإنك أشد بأسا وأشد تنكيلا.
ثلاث مرات، أعداه (6) الله عز وجل.
ومنه: من دعاء يعقوب ويوسف، علمه جبرئيل عليه السلام وهو في الجب (7).
اللهم يا لطيفا فوق كل لطيف، الطف بي في جميع أحوالي كما أحب وأرضى في دنياي وآخرتي.
مخ ۵۲
ومنه: رأى رجل النبي صلى الله عليه وآله، فسأله أن يعلمه دعاء الفرج، فقال:
(قل:
يا من لا يستحيى من مسألته، ولا يرتجى العفو إلا من قبله، أشكو إليك ما لا يخفى عليك، وأسألك ما لا يعظم عليك، صل على محمد وآل محمد.
وادع بما شئت، ينجح الله طلبتك) فقال: يا رسول الله، لي وحدي؟ فقال:
(لك ولكل من دعا به إن شاء الله تعالى).
ومنه: وروي: من كانت له حاجة، فليصم الأربعاء والخميس والجمعة، فإذا كان يوم الجمعة تطهر وراح إلى المسجد وتصدق بصدقة - قلت أو كثرت - بالرغيف إلى ما دون ذلك، وما كثر أو قل، فإذا صلى الجمعة قال:
اللهم إني أسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم، الذي لا إله إلا هو، عالم الغيب والشهادة، الرحمن الرحيم، الذي لا إله إلا هو، الحي القيوم، الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، الذي ملأت عظمته السماوات والأرض، وأسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم، الذي لا إله إلا هو، الذي عنت له الوجوه، وخشعت له الابصار، ووجلت له القلوب من خشيته، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تقضي حاجتي في كذا وكذا.
وكان يقول (1): لا تعلموها سفهاءكم (2) فيدعون بها فيستجاب لهم.
ويقال: لا تدعوا بها على مأثم ولا على قطيعة رحم.
مخ ۵۳
ومنه: وروي: أن من أسبغ الوضوء وصلى ركعتين ودعا بهذا الدعاء، استجيب له ما سأل من كشف كرب و (1) غير ذلك.
يا ودود يا ودود، يا ذا العرش المجيد، يا فعالا لما يريد، أسألك بعزك الذي لا يرام، وملكك الذي لا يضام، ونورك الذي ملأ أركان عرشك، أن تصلى على محمد وآل محمد، وأن تكفيني كذا وكذا، يا مغيث أغثني، يا مغيث أغثني، يا مغيث أغثني.
ومنه: إذا أردت أن يحجب الله عنك بصر من تخافه وتتقي جانبه، فقل:
يا رب العالمين، إياك نعبد وإياك نستعين، أسألك باسمك العظيم الذي تجليت به لموسى على الجبل فجعلته دكا " وخر موسى صعقا " (2) أن تطمس عني بصر من أخشاه، وتمسك عني لسانه، وتختم على قلبه، وتحبس يده، وتقعده من رجله، إنك على كل شئ قدير.
ومنه: دعاء، ذكر صاحب التأريخ أنه دعا به المسلمون، فجازوا به في البحر كان يتعذر جوازه.
يا أرحم الراحمين، يا كريم يا حليم، يا أحد يا صمد، يا حي، يا محيي الموتى، يا حي يا قيوم، لا إله إلا أنت يا ربنا.
دعاء آخر، ذكر صاحب التأريخ أن راهبا سمع الملائكة تدعوا به للمسلمين
مخ ۵۴
فأسلم، وكان المسلمون يحاربون في البحر.
اللهم أنت الرحمن الرحيم، لا إله غيرك، والبديع الذي ليس قبلك شئ، والدائم غير الغافل، والحي القيوم الذي لا يموت، وخالق ما يرى وما لا يرى، وكل يوم أنت في شأن، وعلمت اللهم كل شئ بغير تعليم.
ومن كتاب بعض سير الأئمة عليهم السلام بإسناده، قال: كان علي بن الحسن المقري قد اذاه رجل جندي من أصحاب إسحاق بن عمران، قال: فدعوت الله عليه بدعاء الاستيصال فقلنا: وما دعاء الاستيصال؟ قال: قل اللهم غمه (1) بالشر غما، ولمه (2) بالشر لما، وطمه (3) بالشر طما، وقمه (4) بالشر قما، وأطرقه (5) بليلة لا أخت لها، وساعة لا منجى له منها.
قال: فغضب على الجندي بعد إيام إسحاق بن عمران، فأمر به فضرب عنقه، فقلنا لعلي بن الحسن المقري: هذا الجندي الذي دعوت عليه قد قتل؟ فقال:
الحمد لله رب العالمين.
ووجدت في هذا الكتاب المذكور لفظ دعاء مولانا الصادق عليه السلام على داود بن علي، الذي هلك بدعائه لفظا فيه زيادة في حال سجوده، وهو:
مخ ۵۵
يا ذا القوة القوية، والقدم الأزلية، ويا ذا المحال (1) الشديد، والنصر العتيد (2)، ويا ذا العزة التي كل خلق لها ذليل، خذ داود أخذ عزيز مقتدر، وأفجأه مفاجأة مليك منتصر.
فإذا بالصياح قد علا في دار داود بن علي، وإذا به قد مات (3) دعوة لبني إسرائيل وقد هجم عليه من جيوش الأعداء ما لا طاقة لهم به، فدعوا بهذه الدعوات، فقتل عدوهم في ليلة واحدة.
اللهم أنت القادر على كل شئ، والقاهر لكل شئ، ومن
مخ ۵۶
إليه الملجأ في كل شئ، قد سمعت ما قد أشغلنا هذا الكافر الساحر، وإن كنا قليلين في أنفسنا فبك نقوى، فقونا على القوم الظالمين، واكفنا العدو المبين.
نقله من " تأريخ محمد بن موسى الخوارزمي " عتيق، ربما كان نقله من زمن المستعين الملك (1).
ووجدت في كتاب " المعرب عن سيرة ملك المغرب " (2): أن عقبة بن عامر كان رجلا مستجاب الدعوة، صالحا، وكان أمير الجيش الذي افتتح أفريقية (3) في زمن عثمان، وأنه الذي سخر (4) القيروان (5)، وكان موضعها أجمة (6) تأوي إليها
مخ ۵۷
السباع، ولم يكن بذلك الصقع (1) أوفق لاختطاط مدينة من تلك الأجمة، فأزمع (2) على قطعها والبناء فيها، فذكر له أن بها سباعا ما (3) تفارق عرينها إلا بعد حرب، فربما افترست أحدا من المسلمين؟ فقال عقبة: لا تعرضوا، فغدا أكفيكم أمرها إن شاء الله، فجاء إليها ليلا فصلى عندها، ثم دعا، فلما أسحر نادى بأعلى صوته.
" سلام على ما بهذه الأجمة من السباع والوحوش، أما بعد فان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، وإننا معاشر (4) المسلمين نازلون بهذه الأجمة، ومتخذوها دارا، فليأذن كل حيوان فيها بخروج إن شاء الله ".
فلما أصبح نظر الناس إلى السباع تخرج من الأجمة جموعا، والوحوش أسرابا (5)، معها أولادها إلى أن لم يبق فيها شئ.
ورويت من " أمالي الشيخ المفيد " " رضوان الله عليه " مجلس يوم السبت لثمان خلون من شهر رمضان، بإسناده إلى إسحاق بن الفضل الهاشمي، قال:
كان من دعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
اللهم إني أعوذ بك أن أعادي لك وليا، أو أوالي لك عدوا،
مخ ۵۸
أو أرضى لك سخطا أبدا، اللهم من صليت عليه فصلاتنا (1) عليه، ومن لعنته فلعنتنا عليه، اللهم من كان في مونه فرج (2) لنا ولجميع المسلمين فأرحنا منه، وأبدلنا (3) به من هو خير لنا منه، حتى ترينا من علم الإجابة ما نتعرفه منك في أدياننا ومعايشنا، يا أرحم الراحمين (4).
ومن كتاب " المستغيثين " (5) تأليف: خلف بن عبد الملك بن مسعود، بإسناده، أن رجلا حمل إلى السجن، فمر على حائط عليه مكتوب:
يا وليي في نعمتي، ويا صاحبي في وحدتي، ويا عدتي في كربتي.
فدهى بها وكررها، فخلي سبيله، فعاد إلى ذلك الحائط، فلم ير عليه شيئا مكتوبا.
ومنه: دعاء من أحوجه الفقر إلى خدمة السلطان، فدعى بها فأغناه الله تعالى.
اللهم باسمك الذي تكرم به من أحببت من أوليائك، وتلهمه الرفيع من أصفيائك، أسألك أن تأتينا برزق من لدنك تقطع به علائق السلطان من قلوبنا، وقلوب أصحابنا هؤلاء عن الشيطان،
مخ ۵۹
فأنت الحنان المنان، قديم الاحسان، يا كريم.
فأغناهم الله من فضله في الحال.
ومنه: دعاء علمه إنسان من هاتف وهو ضال، فاهتدى:
بسم الله ذي الشأن، العظيم البرهان، الشديد السلطان، كل يوم هو في شأن، ما شاء الله كان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ومنه: أن رجلا كان مأسورا عشر سنين، فرأى في منامه من عليه هذا الدعاء، فدعى به، فخلصه الله تعالى بقدرته القاهرة، وهو:
تحصنت بالحي الذي لا يموت، ورميت كل من أرادني بسوء بلا حول ولا قوة إلا بالله، وأصبحت في جوار الله الذي لا يرام ولا يستباح وحمى الله الكريم وذمته التي لا تخفر (1)، واستمسكت بالعروة الوثقى، وتوكلت على الله ربي ورب السماوات والأرض، لا إله إلا هو، واتخذته وليا، ما شاء الله ، لا قوة إلا بالله، حسبي الله ونعم الوكيل.
ومنه: أن شخصا حبسه بنو أمية، فرأى عيسى عليه السلام، فعلمه هذه الكلمات، ففرج الله عنه في (2) يومه.
لا إله إلا الله الملك الحق المبين.
ومنه: دعاء علمه النبي صلى الله عليه وآله لفضة جارية فاطمة عليها السلام، فاستجيب لها:
مخ ۶۰
يا واحدا ليس كمثله أحد، تميت كل أحد، وتفني كل أحد، وأنت واحد لا تأخذك سنة ولا نوم.
ومنه: دعاء رواه مولانا الحسن بن علي عليهما السلام: أن مولانا كان إذا أحزنه أمر، خلا في بيت ودعا به، وهو:
يا كهيعص، يا نور يا قدوس، يا خبير يا الله، يا رحمن - رددها ثلاثا - اغفر لي الذنوب التي تحل النقم، واغفر لي الذنوب التي تغير النعم، واغفر لي الذنوب التي تهتك العصم، واغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء، واغفر لي الذنوب التي تعجل الفناء، واغفر لي الذنوب التي تديل (1) الأعداء، واغفر لي الذنوب التي تقطع الرجاء، واغفر لي الذنوب التي ترد الدعاء، واغفر لي الذنوب التي تمسك غيث السماء، واغفر لي الذنوب التي تظلم الهواء، واغفر لي الذنوب التي تكشف الغطاء.
ثم تدعو بما تريد.
ووجدت في كتاب " المستغيثين بالله جل جلاله " أيضا، عن رجل من الأنصار، أنه لقيه لص (2)، فأراد أخذه، فسأله أن يصلي أربع ركعات فتركه، فصلاها، وسجد، فقال في سجوده:
يا ودود يا ودود، يا ذا العرش المجيد، يا فعالا لما يريد، أسألك بعزتك التي لا ترام، وملكك الذي لا يضام، وبنورك الذي ملأ
مخ ۶۱
أركان عرشك، أن تكفيني شر هذا اللص، يا مغيث أغثني.
وكرر هذا الدعاء ثلاث مرات، فإذا رجل قد أقبل وبيده حربة (1)، فقتل اللص، وقال له: أنا ملك من السماء الرابعة، فان من يصنع (2) كما صنعت استجيب له، مكروبا كان أو غير مكروب.
ومن الكتاب، عن زيد بن حارثة أنه أراد لص قتله، فقال له: دعني أصلي ركعتين؟ فخلاه، فلما فرغ قال:
يا أرحم الراحمين فسمع اللص قائلا يقول: لا تقتله، فعاد وقال: يا أرحم الراحمين، فسمع أيضا قائلا يقول: لا تقتله، فقال مرة ثالثة، يا أرحم الراحمين، فإذا بفارس في يده حربة في رأسها شعلة من نار، فقتل بها اللص، ثم قال: لما قلت: يا أرحم الراحمين كنت في السماء السابعة، فلما قلت ثانية كنت في السماء الدنيا، فلما قلت مرة ثالثة يا أرحم الراحمين أتيتك (3).
ومنه: دعاء علمه جبرئيل عليه السلام النبي صلى الله عليه وآله أيضا لكل
مخ ۶۲
حاجة:
يا نور السماوات والأرض، ويا قيوم السماوات والأرض، ويا عماد السماوات والأرض، ويا زين السماوات والأرض، ويا جمال السماوات والأرض، ويا بديع السماوات والأرض، ويا ذا الجلال والاكرام، ويا غوث المستغيثين، ومنتهى رغبة العائذين، ومنفس المكروبين، ومفرج المغمومين، وصريخ المستصرخين، ومجيب دعوة المضطرين، وكاشف كل سوء، يا إله العالمين.
ومنه: دعاء يعقوب لولده، باسناده، قال عليه السلام: مكث يعقوب عليه السلام يدعو لولده عشرين سنة حتى علموا دعوات، فدعى يعقوب لهم بها، فتاب الله عليهم وهي: يا رجاء المؤمنين لا تقطع رجائي، يا غياث المؤمنين أغثني، يا مانع المؤمنين امنعني، يا محب التوابين تب علينا.
ومنه: دعاء علمه ملك الموت ليعقوب عليه السلام، فدعى به، فجاءه قميص يوسف عليه السلام، وهو:
يا ذا المعروف الذي لا ينقطع معروفه أبدا، ولا يحصيه أحد غيره.
ومنه: دعاء دعا به من خان أمانته و (1) أنفقها، فلما دعا به أعطاه الله عوضها، فأداه عنها في الحال، وهو:
يا ساد الهواء بالسماء، ويا حابس الأرض على الماء، ويا
مخ ۶۳
واحدا قبل كل أحد، أد عني أمانتي.
فسمع قائلا يقول: خذ هذه فأدها عن أمانتك.
ومنه: دعاء ذكر راويه أن النبي صلى الله عليه علمه إياه في المنام، فدعى به، ففرج الله تعالى كربه، وهو:
اللهم لمن أدعو إذا لم أدعك فيجيبني، اللهم إلى من أتضرع إذا لم أتضرع إليك فيرحمني، اللهم إلى من أستغيث إذا لم أستغث بك فيغيثني.
قال: فانتبهت، فدعوت بذلك، ففرج الله عني.
ومنه: دعاء ذكرت امرأة أن النبي صلى الله عليه وآله علمها إياه في المنام، وهو: يا من فلق البحر لموسى ونجاه وبني إسرائيل من فرعون، أسألك بما فلقت به البحر لموسى ونجيته وبني إسرائيل من فرعون لما نجيتني من همي.
ومنه: دعاء دعى به سلمان عليه السلام على قفل فانفتح:
اللهم بنورك اهتديت، وبفضلك استغنيت، وبنعمتك أصبحت وأمسيت، هذه ذنوبي بين يديك، أستغفرك منها وأتوب إليك.
ومنه: دعاء رواه الليث بن سعد عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام، استجيب له في الحال، وهو:
يا الله، يا الله، يا الله - حتى انقطع نفسه - يا رحمن، يا رحمن، يا رحمن - حتى انقطع نفسه - يا رحيم، يا رحيم، يا رحيم - حتى انقطع نفسه - يا أرحم الراحمين - حتى انقطع نفسه - ثم سأل حاجته، فحضرت في الحال.
مخ ۶۴
ومنه: دعاء رواه الزهري أن علي بن الحسين عليهما السلام دعا له به عند مرضه، فقضى حوائجه، وهو:
اللهم أن ابن شهاب قد فزع إلي بالوسيلة إليك، بآبائي فيها بالاخلاص من ابائي وأمهاتي الا جدت عليه بما قد أمل ببركة دعائي، واسكب له من الرزق، وارفع له من القدر، وغيره ما يصيره لقنا (1) لما علمته من العلم.
قال الزهري: فوالذي نفسي بيده، ما اعتللت (2)، ولا مر بي ضيق ولا بؤس مذ دعا (بهذا الدعاء) (3).
إخلاص في التوكل:
اقتضى بلوغ المراد عن رجل من الصحابة سمع الله تعالى يقول: " وفي السماء رزقكم وما توعدون " (4) فقال: والله لأصدقن ربي، ولأثقن إليه، فأحس ببابه بعيرا عليه حمل، فأخذه وجاء به إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعرفه الحال، فقال: (هذا بعير عليه طعام، اقتطعه لك جبرئيل من عير (5) فلان اليهودي بطريق الشام لما صدقت ربك عز وجل).
مخ ۶۵
إخلاص في التوكل أيضا:
اقتضى بلوغ عن مولانا الصادق عليه السلام، رواه شقيق، قال ما معناه:
إنه ضاق عليه فذكر أن الصادق عليه السلام قال: (من عرصت له حاجة إلى مخلوق، فليبدأ فيها بالله عز وجل) قال: فدخلت المسجد، فصليت ركعتين، فلما قعدت للتشهد افرغ علي النوم، قال: فرأيت في منامي أنه قيل لي: " يا شقيق، يدل العباد على الله تعالى ثم تنساه؟! " فاستيقظت وأقمت في المسجد حتى صليت العشاء الآخرة، وحضر في داره فوجد قد جاءه من بعض أصدقائه ما كفاه وأغناه.
ومنه: دعاء وكرامة لإبراهيم بن أدهم، وهو:
يا رب قد علمت ما كان كمي، وذلك لجهلي وخطيئتي، فإن عاقبتني عليه فإنا أهل لذلك، وقد عرفت حاجتي فاقضها برحمتك.
فقضى حاجته في الحال.
ومنه: دعاء سمعه مربوط من هاتف، فقاله، فخلص من كتافه، وهو:
يا من لا تراه العيون، ولا تخالطه الظنون، ولا تصفه الواصفون، ولا تأخذه سنة ولا نوم، اجعل لي من أمري فرجا ومخرجا، يا غياث المستغيثين، يا أرحم الراحمين.
ثم كرر هذا الدعاء، فخلصه الله برحمته.
وقال بعض رواة الحديث: إنه وقع في مثل ذلك، فدعى به، فخلص من الكتاف.
ومنه: دعاء دعا به رجل وهو في مركب، فسقط في البحر، فنجاه الله تعالى وأعاده إلى المركب، وهو:
مخ ۶۶