349

موجز

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

سیمې
تونس
سلطنتونه
الموحدون

البكم فإنهم إن كانوا ممن يكتب أو يكتب له، أو يفهم أو يفهم عنه لزمه ما لزم أشياعه، وإلا فهو منقوص غير وافر، معذور لانطباقه. فإن قالوا: ليس العقل علة التكليف، فلم لا قلتم بأن المعرفة للذي كلفوا بالعقل تنال دون ما سواه، وفرقتم بين العلة والمعلول؟ قيل لهم: ما أبعد ذهابكم يا أهل القدر عن الحق! وإلى متى، وحتى متى يقوم عوجكم؟ وإنما قال المتكلمون بأن العقل علة التكليف لما كان العاقل يفهم بعقله ما خوطب به من الأمر والنهي، ويتهيأ له أن يمتثل فعل ما أمر به بالاتصاف دون اليأفوف الذي تهجم خلطته على ما يقع منه هجوما، وتنبعث به فورته انبعاثا، ولذلك قالوا أو قال بعضهم: إن ما يقع من المعتوه (¬1) ومن النائم والسكران وأشكالهم إن ذلك منهم اضطرار غير اكتساب، وليس في أن قلنا إن العقل علة التكليف، وميزنا بذلك بين العقل والانطماس ما يوجب أن يكون العقل يدرك ما ليس من طبعه أن يكون مدركا له، دون منبه ينبهه ومرشد يرشده إليه، فإن قالوا عن قول إبراهيم عليه السلام: (فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي) (¬2) ، (فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي) (¬3) ، (فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر) (¬4)

¬__________

(¬1) عته عتاها وعتاهة، عته فهو معتوه، وعته فلان في فلان أولع بإيذائه ومحاكاة كلامه. والعتاه الباكر: هو الفصام، وهو ضعف عقلي يصيب المراهقين. والعتاهة: ضلال الناس، والعتاهية: الأحمق، والمعته: ناقص العقل، مضطرب الخلق.

(¬2) سورة الأنعام آية رقم 76.

(¬3) سورة الأنعام آية رقم 77.

(¬4) سورة الأنعام آية رقم 78..

مخ ۱۵۳