331

موجز

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

ژانرونه

إيمانا؟ فإن قالوا: لأنه تصديق أبطلوا عن الفرائض التي هي غير تصديق أن تكون إيمانا، وليس ذلك من قولهم، فإن قالوا: إنما كان الإيمان إيمانا لوجوب الثواب عليه، قيل لهم: فيجب عليكم أن يكون الكفر كفرا لوجوب العقاب عليه، فيدخل في حد الكفر جميع ما أوجب الله عليه العقاب، كما دخل في حد الإيمان جميع ما أوجب الله عليه الثواب، ويقال لهم: أليس من الإيمان تصديق وغير تصديق؟ قالوا: بلى، وهو قولهم، قيل لهم : فكذلك الكفر تكذيب وغير تكذيب، فالإيمان الذي هو تصديق ضد الكفر الذي هو تكذيب، والإيمان الذي هو غير تصديق ضد الكفر الذي هو غير تكذيب. ثم يقال لهم: أخبرونا عن الإقرار بأن دماءكم حرام، وأن دينكم حق وعدل، هل الإقرار بهذا عندكم إيمان أو ليس بإيمان؟ قالوا: بلى هو إيمان، وهو قولهم، قيل لهم: فالجحد لذلك، والقول بأن دماءكم حلال، وأن دينكم باطل، فلم لا كان كفرا؟ قالوا: إن كان ذلك القول من المتأولين من أهل القبلة فليس هو بكفر، قيل لهم: لم قلتم ذلك والإقرار به إيمان؟ وهل رأيتم شيئا يكون الإقرار به إيمانا، ولا يكون الإنكار له كفرا، فإن قالوا: فإن الله عز وجل قال: (وأما الذين فسقوا فمأواهم النار) (¬1) قيل لهم أيضا: فقد قال الله عز وجل: (قل أفأنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا) (¬2) وقال: (وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار) (¬3) ، وقال: (وإن جهنم لمحيطة بالكافرين) (¬4)

¬__________

(¬1) سورة السجدة آية رقم 20، وتكملة الآية: (كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون).

(¬2) سورة الحج آية رقم 72، وتكملة الآية: (وبئس المصير)، وقد جاءت الآية محرفة في المطبوعة حيث قال: (للذين) بدلا من (الذين).

(¬3) سورة غافر آية رقم 6.

(¬4) سورة العنكبوت آية رقم 54..

مخ ۱۳۵