موجز
الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة
ژانرونه
ونحن محتجون على المعتزلة فنقول لهم: أخبرونا أليس قد اتفقنا نحن وأنتم جميعا على أن الوعيد لأهل الكبائر ثابت، وأنهم غير مؤمنين؟ وبعد فأخبرونا من أين علمتم بتفسيقهم ولم تعلموا بتكفيرهم؟ وهل سميتموهم فاسقين إلا لأن سميتموهم غير مؤمنين، ولأن ثبتم وعيدهم؟ فإن كنتم لهذين الوجهين سميتموهم فاسقين فيجب عليكم أن تسموهم كافرين كما سميتموهم فاسقين، إذا كان الوعيد إنما هو للكافرين والفاسقين، وإذ كان من بطلت عنه التسمية بالإيمان لم تبطل عنه إلا لأن ثبت وعيده، وسمي كافرا، فإن كنتم لا تسمونهم كافرين فيجب عليكم أن تسموهم مؤمنين، وتبطلوا وعيدهم، فتصيروا إلى مذهب المرجئة، وليس لكم بين القولين قولا ولا بين السبيلين سبيل، إما أن تكونوا تزيلون وعيد أهل الكبائر وتسمونهم مؤمنين، أو تكونوا تثبتون وعيدهم فتسمونهم كافرين، فانظروا على أي هذين القولين تعزمون، وعلى أيهما تعتمدون. ومقالتنا على كل حال أقرب لكم من مقالة المرجئة؛ لأنكم خالفتم المرجئة في معنيين: في إثبات الوعيد، ونفي التسمية بالإيمان، وما وافقتموهم إلا في شيء واحد، وهي نفي التسمية بالكفر، ووافقتمونا في معنيين: في إثبات الوعيد، ونفي التسمية بالإيمان، ولم تخالفونا في عبارة التسمية بالكفر. وأما جميع معاني الكفر ووجوهه: من إثبات الوعيد، والخلود في النار، والتسمية لهم بجميع أسماء أهل الكفر: من الضالين، والفاسقين، والظالمين، والفجار، وأعداء الله فقد أثبتم جميع ذلك وسميتموهم به، فلم شنعتم (¬1)
¬__________
(¬1) شنع به شنعا: استنكره واستقبحه، وشنع شناعة: اشتد قبحه فهو شنيع ، وشنع الشيء: قبحه على فلان، فضحه وشوه سمعته، وتشنع: غلب عليه القبح، وتشنع القوم: قبح أمرهم باختلافهم واضطراب رأيهم. ويقال فعلة شنعاء: قبيحة بالغة القبح..
مخ ۱۳۳