224

موجز

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

ژانرونه

ثم يقال لهم أيضا: أخبرونا عمن جعل الأفعال غير مدركة بالحواس، ولا مشاهدة بالعيان؟ أهو الذي جعل الحواس غير مدركة للأفعال، والعيان غير مشاهد لها؟ فإن قالوا: إن الجاعل لذلك كله واحد، قلنا: ما هو؟ فإن قالوا: الإنسان تولى فعل ذلك كله من الحواس (¬1) ومن الأفعال، بان باطلهم، وإن قالوا: إن الذي جعل الحواس غير مدركة للأفعال، والعيان غير مشاهد لها غير الذي جعل الأفعال غير مدركة بالحواس، ولا مشاهدة بالعيان ناقضوا، إذ ليس في جعل الحواس غير مدركة للأفعال أكثر من أن الأفعال لا تدرك بالحواس، وكل هذا معنى واحد، ولن يجدوا إلى التفرقة بينه سبيلا.

¬__________

(¬1) الحواس: المشاعر الخمس، يقال: حستت وحسست فحسست على وجهين أحدهما: أصبته بحس نحو عنته، والثاني: أصبت حاسته نحو كبدته، ولما كان ذلك قد يتولد منه القتل عبر به عن القتل فقيل حسسته أي قتلته، كقوله تعالى: (ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه) آل عمران آية 152، والحسيس: القتيل. راجع بصائر ذوي التمييز 2: 153.

مخ ۲۵