220

موجز

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

ژانرونه

والمرجئة (¬1) : إن العالم وما فيه من جوهر وعرض، وخير وشر، وطاعة ومعصية ما يرى من ذلك وما لا يرى، مما كان منه وما سيكون، وما يتوهم كونه، إن لو كان كيف كان يكون، فهو خلق الله، وتدبير له، والله المقدر لجميع ذلك والمدبر له، وهو الصانع له، والمالك، وليس شيء منه بخارج من تدبير الله وتقديره، وملكه، وسلطانه، وإرادته، وعلمه، ما يضاف إلى العباد من ذلك، وما لا يضاف إليهم، وليس في أنه مضاف إلى العباد بأنهم قد اكتسبوه واختاروه، وتحركوا به، وسكنوا، وأطاعوا به وعصوا، ما يزيل تدبير الله عنه، ولا ما يخرجه من خلقه، وتقديره، وقدرته، وسلطانه، وعلمه، كما أنه ليس تدبير الله لذلك، وخلقه له، وجعله على ما هو به من كيفيته في عينه، بالذي يزيل عنه أن يكون كسبا للعباد، واختيارا لهم، وهذا الذي ذكرناه من هذا القول هو ما عليه جمهور الأمة، وصدر الإسلام. ونحن سائلو القدرية (¬2)

¬__________

(¬1) المرجئة ثلاثة أصناف: صنف منهم قالوا بالإرجاء في الإيمان وبالقدر على مذاهب القدرية، فهم معدودون في القدرية والمرجئة، كأبي شمر المرجئ، ومحمد بن شبيب البصري، والخالدي،وصنف منهم قالوا بالإرجاء في الإيمان، ومالوا إلى قول جهم في الأعمال والأكساب،فهم من جملة الجهمية والمرجئة، ثم البخارية وهي مجموعة من الفرق. راجع الفرق بين الفرق 25، 26، ودراسات إسلامية ص 142، ومقالات الإسلاميين 1: 198، والملل والنحل 1: 126، والتفكير الفلسفي في الإسلام 197.

(¬2) يطلق اسم القدرية على القائلين بقدرة العبد على خلق أفعاله، ومن هنا كانت تسميتهم بهذا الاسم، وقيل: لأنهم في رأيهم ذلك منكرون للقدر، وقيل: لأنهم اتخذوا من القدر موضوعا لبحثهم ودراستهم..ويذكر الملطي عدة أصناف للقدرية: فصنف منهم يزعمون أن الحسنات والخير من الله، والشر والسيئات من أنفسهم، وصنف يقال لهم المفوضة: زعموا أنهم موكلون إلى أنفسهم أنهم يقدرون على الخير كله بالتفويض، وصنف أنكروا أن الله عز وجل خلق ولد الزنا، أو قدره، أو شاءه، أو علمه. راجع الإبانة عن أصول الديانة 73، 74، والتنبه والرد للمالطي ص 165، 186، وتاريخ الفرق الإسلامية للدكتور مصطفى الغرابي ص 21.

مخ ۲۱