217

موجز

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

ژانرونه

إن الله لم يخلق حركات المكتسبين ولا سكونهم، ولا شيئا من أفعالهم، وزعموا أن ذلك كله فعل العباد، انفردوا بإحداثه، وتوحدوا بتقديره، فليس شيء من ذلك لله بخلق، ولا له فيه تدبير، ولا يجري له عليه ملك ولا سلطان، وأن جميع ذلك عندهم مضاف إلى العباد، قد أمروا بما كان منه من طاعة، ونهوا عما كان منه من معصية، وثبت حمد الله لهم على طاعتهم إياه، وذم الله لهم على معصيتهم له، قالوا: فلا يثبت ذم لمذموم على ما تولى خلقه غيره، وكذلك لا يثبت حمد لمحمود على ما تولى تقديره من سواه، قالوا: لهذه العلة: إن أعمال العباد كلها ليست لله بخلق ولا له فيها ملك، ولا يجري له عليها سلطان، ثم افترقوا بعد ذلك فيما بينهم في سائر أفعال العباد من تدافع الرياح، وحركات الأشجار، واضطراب المياه وجريها، وسكون الجبال وغير الجبال من الأشياء الجامدات، وكل حركة ظهرت من خلق الله، وسكون مما غاب عن العيان، أو شوهد به فيما لا ذم فيه ولا حمد، على ثلاث طوائف: فقالت طائفة منهم: إن ذلك كله فعل الطبائع التي ظهرت منها تلك الأشياء، ليست لله بخلق، ولا هي له في ملك، ولا هي أفعال الخلق، وهي أفعال الطبائع لا باكتساب، قالوا بافترائهم: لأنها لو كانت فعلا لله لجاز أن يوصف بتركها، والقدرة على ألا يفعلها، وذلك غير معقول ولا موهوم، وكذلك قالوا: لو زعمنا أن ذلك فعل الخلق الذي ظهر ذلك عنه على معنى الكسب لوصفناهم بالقدرة على تركه، ولتوهمنا كيفية تركهم له، فيكون من وصف بالتحرك والسكون خارجا منهما، وذلك غير معقول.

مخ ۱۸