وكان مشايعا نسطور في المجمع الإفسسي مخالفا للقديس كيرلس البطريرك الإسكندري، ولما حصحص له الحق وحرم نسطور ارعوى إلى الصواب، وصالح القديس كيرلس وتوفي يوحنا سنة 441.
وخلف يوحنا المذكور دمنس ابن أخته وشكى في مجمع إفسس المعروف باللصي بأنه يقول بطبعين بالمخلص، وتأول كلامه بأنه يقول بأقنومين أيضا، فعزله هذا المجمع، وانفرد في أديار فلسطين معتزلا مخالطة الناس.
وخلفه مكسيميوس سنة 449، وكان في المجمع الخلكيدوني سنة 451، وكان جدال بينه وبين يوفينال بطريرك أورشليم إذ كانت كنيسة أورشليم صيرت بطريركية، وكان يوفينال يرغب في أن يضم فونيقي الثانية والعربية إلى بطريركيته، وكان مكسيميوس يطلب بقاءها لبطريركية أنطاكية، فحكم له بأن يكتفي يوفينال بأعمال فلسطين اليهودية والسامرة والجليل.
ومنهم مرتيريوس:
الذي اعتزل الكرسي البطريركي نحو سنة 470 للقلق الذي أثاره بطرس القصار، فاغتصب بطرس المذكور هذا الكرسي، ولقب القصار؛ لأن مهنته كانت قصر الثياب بمعنى غسلها وكان مختل العقيدة فنفاه الملك، وعقد مجمع فحطه عن مقام الأسقفية لكنه اغتصب البطريركية ثانية سنة 476 في أيام باسيليوس الملك، ولما تغلب عليه زينون الملك نفى القصار إلى بنطوس على أنه رخص بعوده المرة الثالثة إلى كرسي أنطاكية، فأكثر من الاضطهاد للكاثوليكيين ومن المقاومة لرسوم المجمع الخلكيدوني ... فعقد البابا فاليكس مجمعا برومة طعن القصار بالحرم، وحطه عن البطريركية سنة 485 وأخمد الله أنفاسه سنة 488. (2) بعض بطاركة أورشليم في القرن الخامس
عد الكرسي الأورشليمي في هذا القرن بطريركيا ومن بطاركته يوفينال، والظاهر أنه رقي إلى البطريركية سنة 418، وشهد المجمع الإفسسي سنة 431، وتابع القديس كيرلس الإسكندري على حرم نسطور وحطه، وتطلب من هذا المجمع مد تخوم بطريركيته إلى بعض مدن فونيقي والعربية، فلم يجاره أساقفة المجمع على سؤله كما مر، وتراه استأنف طلبه في المجمع الخلكيدوني المنعقد سنة 451، وشهد أيضا سنة 449 مجمع إفسس الموصوف باللصي، وتصحب لأوطاخي ووقع على الحكم بعزل أفلابيانوس البطريرك القسطنطيني وغيره من الأساقفة الكاثوليكيين، لكنه استغفر عن سوء تصرفه هذا في المجمع الخلكيدوني سنة 451، وجاهر بالإيمان القويم، فقبل في المجمع بعد أن كان منع كغيره من الأساقفة الذين شايعوا ديوسقوروس في المجمع اللصي، ومنهم أوسطاطيوس أسقف بيروت وتوفي يوفينال سنة 458.
وخلف أنسطاس يوفينال وتوفي سنة 478، وخلفه مرتيريوس وكان ناسكا في الصعيد، ثم في برية أريحا، وبعد أن كان قد كتب إلى بطرس البطريرك الإسكندري جاهلا ضلاله قد نابذه لما علم مناصبته للمجمع الخلكيدوني، وتوفي مرتيريوس سنة 486، فخلفه سالوستيوس إلى أن توفي سنة 494 وخلفه إيليا الأول، وكان رفيقا لمرتيريوس في نسكهما في الصعيد وبرية أريحا، ونفاه الملك إنسطاس إلى أيلة على شاطئ البحر الأحمر سنة 513، وتوفي سنة 518. (3) في بعض أساقفة سورية في القرن الخامس
توادوريطوس أسقف قورش
ولد بأنطاكية سنة 487 وعاش في أحد الأديار قبل أن يصير أسقفا، ولم يقبل الأسقفية إلا مكرها واستمر فيها خمسا وعشرين سنة، أنشأ مآوي عمومية وبنى جسرين، وأقام حمامات عامة وجلب الماء إلى المدينة ورد إلى الإيمان سكان عدة قرى كانوا مغوين بضلال بعض المبدعين، واضطهد وطرد مرات من أسقفيته، كل ذلك رواه عن نفسه في ترجمته، ورقي إلى الأسقفية سنة 420، وشهد المجمع الإفسسي سنة 431، وكان أولا من المقاومين للقديس كيرلس الإسكندري، ثم عاد إلى الوفاق معه وحطه ديوسقورس في المجمع اللصي بإفسس عن مقامه الأسقفي، ورده إليه المجمع الخلكيدوني سنة 451، وتوفي سنة 458، وحرم المجمع الخامس المسكوني سنة 553 ما كتبه في تخطئة القديس كيرلس والمدافعة عن نسطور ولم يحرمه هو، ولولا مقاومته للقديس كيرلس لما كان أقل توقيرا من باسيليوس وفم الذهب وغريغوريوس، وأما تآليفه فأخصها تاريخ بيعي ضمنه في خمسة كتب ابتدأ فيه من سنة 326 إلى سنة 439، ثم تاريخ سماه دينيا أو تقويا جمع فيه تراجم خمسين ناسكا منهم القديس مارون، ثم تفسير لرسائل القديس بولس ونبوات الأنبياء الصغار الاثني عشر ونبوة إشعيا، ومنها كتابه في انتقاد حروم القديس كيرلس الإسكندري نسطور، وليته لم يكن، وكتاب خطأ به أوريجانوس وكتاب آخر في التجسد، وكتاب في تفسير نبوة دانيال، وخمسة كتب في تجسيد الكلمة يندد بها بعض مقاومي نسطور، وكتاب رد على الفلاسفة قاوم به الملك يوليانوس الجاحد، وله نحو مائة وستين رسالة، ومقالات شتى.
توادور أسقف المصيصة
ناپیژندل شوی مخ