ذَلِك من قَوْلهم أعجمت الشَّيْء إِذا بَينته وَالثَّانِي أَن الْكَلَام يختبر بهَا مَأْخُوذ ذَلِك من قَوْلهم عجمت الْعود وَغَيره إِذا اختبرته
وَقَالَ ابو بكر بن مُجَاهِد فِي كِتَابه فِي النقط الشكل سمة للْكتاب كَمَا أَن الْإِعْرَاب سمة لكَلَام اللِّسَان وَلَوْلَا الشكل لم تعرف مَعَاني الْكتاب كَمَا لَوْلَا الْإِعْرَاب لم تعرف مَعَاني الْكَلَام والشكل لما أشكل وَلَيْسَ على كل حرف يَقع الشكل إِنَّمَا يَقع على مَا إِذا لم يشكل الْتبس وَلَو شكل الْحَرْف من أَوله الى آخِره أَعنِي الْكَلِمَة لأظلم وَلم تكن فَائِدَة إِذْ كَانَ بعضه يُؤَدِّي عَن بعض
والشكل والنقط شَيْء وَاحِد غير ان فهم الْقَارئ يسْرع الى الشكل أقرب مِمَّا يسْرع الى النقط لاخْتِلَاف صُورَة الشكل واتفاق صُورَة النقط إِذْ كَانَ النقط كُله مدورا فِيهِ الضَّم وَالْكَسْر وَالْفَتْح والهمز وَالتَّشْدِيد بعلامات مُخْتَلفَة وَذَلِكَ عامته مُجْتَمع فِي النقط غير انه يحْتَاج أَن يكون النَّاظر فِيهِ قد عرف أُصُوله فَفِي النقط الاعراب وَهُوَ الرّفْع وَالنّصب والخفض وَفِيه عَلَامَات الْمَمْدُود والمهموز وَالتَّشْدِيد فِي الْموضع الَّذِي يجوز ان يكون مخففا وَالتَّخْفِيف فِي الْموضع الَّذِي يجوز ان يكون مشددا
ثمَّ ذكر اصولا من النقط ثمَّ قَالَ فَفِي نقط الْمَصَاحِف المدور الرّفْع وَالنّصب والخفض وَالتَّشْدِيد والتنوين وَالْمدّ وَالْقصر وَلَوْلَا أَن ذَلِك كُله فِيهِ مَا كَانَ لَهُ معنى قَالَ وَقد كَانَ بعض من يحب ان يزِيد فِي بَيَان النقط مِمَّن يسْتَعْمل الْمُصحف لنَفسِهِ ينقط الرّفْع والخفض وَالنّصب بالحمرة وينقط الْهَمْز مُجَردا بالخضرة وينقط المشدد بالصفرة كل ذَلِك بقلم مدور وَهَذَا أسْرع
1 / 23