تصرمت الدنيا فليس خلود ... وما قد نرى من بهجة ستبيدُ
لكل امرئٍ منا من الموت منهل ... فليس له إلا عليه ورودُ
ألم تري شيبًا شاملًا يبدر البلى ... وإن الشباب الغض ليس يعودُ
سيأتيك ما أفنى القرون التي مضت ... فكن مستعدًا فالفناءُ عنيدُ
أمسيتَ على قاضي القضاة محمد ... فذرفتُ دمعي والفؤادُ عميدُ
وقلت إذا ما الخطب أشكل من لنا ... بإيضاحه يومًا وأنتَ فقيدُ؟
وأقلقني موت الكسائي بعده ... وكادت بي الأرض الفضاءُ تميدُ
وأذهلني عن كل عيش ولذةٍ ... وأرق عيني والعيون هجودُ
هما عالمان أوديا ... فما لهما في العالمين نذيرُ
فحزني متي تخطر على القلب خطرة ... بذكرهما حتى الممات جديدُ
وهذا آخر ما أردتُ من ترجمة الإِمام الرباني ﵁، وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
1 / 25