د متن کتابونو تښتوونکی: لټون د تاریخي ښار ته رسیدو لپاره او د
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
ژانرونه
كانوا يهربون في الغالب لأنهم كانوا خائفين. تذكر دياكيتي قائلا: «كان بوسعك أن تطالع الخوف على وجوه كل من تراهم.» تذكر أن أفراد أسرته كانوا في حالة من الخوف لدرجة كانوا بالكاد يأكلون. أضاف: «كان الجميع خائفين. لم يكن الناس يعرفون ما الذي كان يحدث في ذلك اليوم، أو ما سيحدث في اليوم التالي .» سرت الشائعات في أرجاء المدينة حول الفظائع التي يرتكبها المتمردون. قالت مغنية تدعى بينتو قربة: «قال الناس إنك إن كنت فنانا فسيقطعون لسانك؛ لأنهم يكرهون الموسيقى ويريدون منعها.» لم يقطع الجهاديون الألسنة، لكنهم منعوا الموسيقى وعاقبوا الناس بسبب عزفها، لذا هربت إلى باماكو.
حتى أولئك الذين أرادوا البقاء وجدوا أنهم لم يكن لديهم أي وسيلة للعيش. فبعدما نهبت المدينة وغادر الموظفون الحكوميون، تعطل قدر كبير من البنية التحتية. كان الجهاديون قد أنقذوا محطة الكهرباء، لكنها كانت تعاني من نقص في الوقود وكان ثمة حالات متكررة من نقص الطاقة وانقطاع التيار الكهربائي. كانت متاجر قليلة مفتوحة، وكانت البنوك كلها قد تعرضت للتحطيم؛ لذا لم يكن ثمة سبيل للحصول على المال. كان السبب الرئيسي لبقاء دياكيتي في المدينة هو وظيفته في المعهد، لكن الآن كان المعهد قد أغلق. تذكر قائلا: «قلت لنفسي، عندما ينفد ما في جيوبي من نقود قليلة، ما الذي سيحدث بعد ذلك؟» ثم أضاف: «يمكنني أن أتأقلم، لكن ماذا عن أطفالي الصغار؟ إن نفد مالي، كيف سأتمكن من الخروج من المدينة، أو حتى أن أجد طعاما؟» عندما وجد مكانا في شاحنة متوجهة جنوبا في اليوم الثالث من الاحتلال، لم يتردد. ترك بعض أجهزة الكمبيوتر ومحركات الأقراص الصلبة عليها نسخ ممسوحة ضوئيا من المخطوطات في منزل أحد زملائه - كان مجرد جزء صغير من المجموعة، لكنه فعل ما بوسعه - ثم غادر المدينة.
تناقش القاضي وزوجته فطومة كل يوم بشأن المغادرة. كان منزلهم في حي أباراجو الذي يقطنه العرب والطوارق، حيث كان يعيش كثيرون من المتمردين والمتعاطفين معهم، والآن شعرا بأنهما مهددان. كانا سيريان قادة تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في الشارع يوميا، وكان كل جيرانهم من ذوي البشرة الداكنة مثلهما قد غادروا أو يستعدون للمغادرة؛ فمهما يكن ما يقوله الجهاديون عن أن كل الأجناس متساوية أمام الله، لم يصدق القاضي وفطومة قولهم. كان القاضي يقطن بجوار متجر يبيع أرصدة الهواتف المحمولة، وفي أحد الأيام طرقت مجموعة من اللصوص باب بيته، معتقدة أنه كان يدير المتجر. أخبر فطومة أن تغلق الباب على نفسها بعد ذلك.
كان لا يزال يخرج يوميا، ويتجول في أنحاء المدينة على دراجته البخارية الصغيرة، مراقبا ما يجري فيها. في بعض الأحيان كان يتوقف عند محطة الحافلات في وسط السوق الكبير، محاولا قياس مدى سهولة المغادرة، لكنها كانت دوما مزدحمة بالناس لدرجة أنه لم يكن حتى يستطيع أن يدخلها. كان زملاؤه كلهم يلوذون بالفرار؛ ففي كل يوم كان يكتشف أن واحدا آخر قد غادر. ذات مرة طلبت منه مجموعة منهم أن يذهب معهم في سيارة كانوا قد استأجروها، لكنه رفض؛ فقد كان لا يزال ثمة الكثير من الفوضى. كان من الأفضل البقاء حتى تستقر الأمور وبعد ذلك يرى ما يتعين عليه فعله. كان لا يزال يعتقد أن الجيش المالي قد يعود ويستعيد السيطرة على المدينة.
ظل القاضي وزملاؤه على تواصل مع أبا، القائم على مبنى أحمد بابا القديم في شارع شيمنيتز، الذي كان لا يزال يحوي معظم المخطوطات؛ حوالي 24 ألفا. وعلى الرغم من أن الرجال المسلحين كانوا يحومون حول المكان، كانت المخطوطات آمنة. كان أفراد الحركة الوطنية لتحرير أزواد هم من كانوا يشكلون الخطر الأعظم، والآن بعد أن طردوا من المدينة، لم يكن التهديد كبيرا جدا. تذكر قائلا: «لم نكن قلقين بشأن الجهاديين في البداية؛ لأن المخطوطات كانت تتكلم عن الإسلام.» ثم أضاف: «كانت تتكلم عن أمور جيدة. وبما أن هؤلاء الناس كانوا مسلمين، فلن يمسوها بسوء.»
على أية حال، حتى إن أرادوا نقل المخطوطات، ما كان بوسعهم فعل ذلك. لقد كانت أكثر بكثير من أن يستطيعوا نقلها. •••
من بين كثير من الروايات عن الهروب من تمبكتو، لم تكن توجد واحدة مليئة بالحيوية أكثر من رواية إسماعيل ديادي حيدرة. كانت، حسبما قال لاحقا، مثل فيلم «قائمة شندلر» مالي.
إذ كانت مخطوطاته مخبأة، قرر أن يغادر بهدوء في أول يوم سبت بعد الاحتلال، والذي كان يوافق السابع من أبريل، واستأجر شاحنة صغيرة لتأخذه إلى النهر، حيث كانت مكتبة فوندو كاتي تمتلك قاربا. وصلت السيارة في فجر ذلك اليوم، وحمل طفليه ومتعلقاته. عندما فتح الباب الأمامي لمنزله، وجد حشدا من أكثر من خمسين من أصدقائه وجيرانه واقفين في الشارع ومعهم حقائبهم.
سألهم: «ماذا تفعلون هنا؟»
أجابوا: «نحن آتون معك.»
ناپیژندل شوی مخ