د متن کتابونو تښتوونکی: لټون د تاریخي ښار ته رسیدو لپاره او د
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
ژانرونه
في منزل دياكيتي بالقرب من مسجد سيدي يحيى، كانت الأسرة قد استيقظت قبل الفجر على صوت قرع متعجل على الباب. اندفع أحد الجيران، الذي كان رجلا عسكريا، داخلا دون أن يخلع حذاءه أو يضع بندقيته. قال: «عليك أن تسعى لإنقاذ أسرتك.» وأضاف: «لقد تلقينا الأوامر بأن نترك المدينة.» وغادر مجددا، ليتخلص من بندقيته ويغير ملابسه ليتخلص من زيه العسكري، وبعد دقائق سمع دياكيتي صوتا سيتذكره بوضوح لأعوام تالية: صوت انطلاق أعيرة نارية من سلاح آلي.
بعد أن قاد إسماعيل ابنه إلى الداخل، عاد إلى مدخل الباب. ومن نهاية الشارع أتى صوت هدير مركبات، ثم مر ركب مسرعا، متجها إلى ميدان الاستقلال، ومبنى المحافظة، ومعسكر الجيش. رأى آخرون رجالا مسلحون يصلون سيرا على الأقدام: سارت مجموعة في الطريق الرملي لفندق بوكتو المنخفض ذي الطلاء الرمادي في الطرف الغربي للمدينة وبدءوا يطلقون النار فوق رءوس عمال الفندق. سار الرجال داخلين إلى منطقة الاستقبال بالفندق، التي تحوي طاولات الطعام الأنيقة والأرضية ذات اللونين الأحمر والأبيض كرقعة الشطرنج، ونهبوا محتويات درج النقود، التي لم تكن سوى فرنكات تافهة تعادل خمسين دولارا، ثم طلبوا مفاتيح سيارة اللاند كروزر الجديدة التي كانت واقفة في الواجهة، بجوار الحديقة المزروعة بزهور ونكة مدغشقر الوردية. على عجل أحضر مالك السيارة المفاتيح، لكن سرعان ما اتضح أن الرجال المسلحين لم يكونوا يعرفون كيفية قيادة السيارة.
مع تصاعد إطلاق الأعيرة النارية، أغلق الناس أبوابهم وحاولوا أن يبقوا أنفسهم وأطفالهم هادئين. وأخذ البعض يصلي. أخذ إسماعيل ابنه وابنته إلى المكتبة، ثم أغلق الباب وتابع المهمة التي كان قد بدأها في الليلة الماضية، وهي مهمة نقل مخطوطاته بعناية إلى الخزائن. نزل آخرون إلى الشارع ليروا ما يحدث ووجدوا هرجا ومرجا. كان رجال مسلحون ينطلقون في الجوار في شاحنات صغيرة، وهم يطلقون النار ويصيحون، بينما كان مدنيون يركضون في كل الاتجاهات، والبعض يحاول أن يغادر المدينة بأي طريقة ممكنة: بالسيارات، أو الدراجات البخارية، أو الحمير، أو حتى سيرا على الأقدام، رغم أن المسافة إلى أقرب طريق مسفلت كانت 130 ميلا.
كانت الهيستيريا التي تسبب فيها الرجال المسلحون «شديدة»، على حد قول حوداي آغ محمد، أحد المسئولين الحكوميين القلائل الذين لم يكونوا قد لاذوا بالفرار بعد. بدا له الأمر أنه استراتيجية متعمدة لتخويف أي جنود ماليين باقين يريدون القتال، وقد كانت ناجحة: عندما نزل إلى الشارع، وجد مجندين مغتمين يجاهدون لخلع ملابسهم العسكرية، والتخلص من أسلحتهم، والعثور على مكان للاختباء. ومع اهتزاز حي سان فيل الجنوبي الذي كان يعيش فيه جراء الانفجارات المتكررة، سارع بالعودة إلى منزله وصاح في أفراد أسرته طالبا منهم أن يدخلوا غرفهم ويغلقوها عليهم لأن «الجحيم ليس ببعيد!» بعيد ذلك سمع همهمة حديث خافتة تحت نافذة منزله ووجد مجموعة من الجنود كانت قد تسللت إلى مجمعه السكني. توقعت زوجته معركة ضارية في داخل بيتهم، وقالت إنه لم يعد أمامهم ما يفعلونه سوى انتظار ملاقاة حتفهم. إلا أن حوداي اقترب بحذر من الشباب، الذين عرضوا عليه أن يأخذ عدة دجاجات وسياراتهم العسكرية ليعتني بها. رفض هداياهم وأقنعهم بدلا من ذلك أن يختبئوا في منزل أحد جيرانه والذي كان قد غادر.
في سائر أنحاء المدينة كان الجنود يحاولون العثور على ملجأ لهم. ظهرت مجموعة منهم على عتبة منزل إسماعيل. ظنا منه أن بنايته كانت بالفعل هدفا بما يكفي، بمكتبة مخطوطاتها الشهيرة ووجود عمود هاتف على السطح، أقنعهم بأن يذهبوا إلى أي مكان آخر. أدخل أشخاص آخرون جنودا إلى بيوتهم: رحب دياكيتي، الذي ظل ملازما أسرته، بعودة صديقه العسكري، الذي كان حينئذ غير مسلح ويرتدي ملابس مدنية متمثلة في تيشيرت وبنطال. كان سيبقى لعدة أيام، ومعه أحد زملاء دياكيتي وبعض الطلاب من المدرسة الفرنسية العربية.
كانت عملية السلب والنهب، التي كانت قد بدأت في فندق بوكتو، حينئذ آخذة في الانتشار. كان رجال الميليشيا يعرفون جيدا معسكر الجيش منذ الأيام التي تلقوا فيها تدريباتهم مع القوات الحكومية، ولذا أخذوا يستولون على كل شيء تركه الجنود، من الثلاجات والكراسي إلى الأسلحة وصناديق الذخيرة، ويحملون غنائمهم في شاحنات صغيرة وعلى دراجات بخارية ويحملونها متوجهين صوب الصحراء. كانت سيارات الدفع الرباعي مكدسة عاليا لدرجة أن أحد السكان شاهد صناديق القنابل اليدوية تسقط عنها، والمتفجرات تصطدم بالأرض وتتدحرج مثل حبات المانجو الساقطة من شجرة. كانت السيارات من أهم أهداف اللصوص. اختفى صف من سيارات الدفع الرباعي التي كان الجيش المالي قد أوقفها بجوار معسكر الجيش، وكذلك كان حال معظم السيارات المملوكة للدولة وللمنظمات غير الحكومية.
في صباح ذلك اليوم، شاهدت فطومة هاربر، وهي مدرسة في المدرسة الفرنسية العربية، شابا يتأهب للنهب. قال: «إذا اقتحموا البنوك فسأبحث عن حصتي من المال.» وأضاف: «وإلا فالسلاح سيجدي نفعا.» انطلق صوب المعسكر. وبعد بضع دقائق، خارج أحد المساجد، دخل في مشادة مع أحد المراهقين على بندقية مسروقة: كانا يتجاذبان إياها عندما ضغط الصبي على الزناد وأرداه صريعا.
ما إن أخذ الرجال المسلحون قدر ما يمكنهم حمله، حثوا المارة على أخذ ما تبقى. رأى إسماعيل أشخاصا يهرعون وهم يحملون قطع أثاث على رءوسهم. وحتى الأطفال الصغار كانوا من ضمن الحشود التي مارست عمليات النهب.
في الساعة التاسعة صباحا، هز المدينة انفجار كبير. سمع القاضي «صوت انفجار هائل» وركض إلى الفناء ليجد السماء ممتلئة بدخان أسود. شعر إسماعيل، الذي كان أكثر قربا من معسكر الجيش، بأن المنزل يهتز. كان بوبكر ماهامان، أحد شيوخ المدينة والذي كان يلقب «جانسكي» تيمنا بأحد نجوم كرة القدم في غرب أفريقيا في سبعينيات القرن الماضي، جالسا في حديقة سطح منزله في السوق الكبير عندما سمع صوت التفجير. قال متأملا: «آه، أجل.» ثم أضاف: «الآن بدأ الحفل حقا.» كان رجال مسلحون، وهم يحاولون كسر قفل مستودع ذخيرة في المعسكر، قد أصابوا المتفجرات التي كانت بالداخل، وعندئذ أخذت القذائف تتطاير خارجا في كل اتجاه، ودمرت أجزاء من سور المعسكر وسقطت على المنازل القريبة. انجرفت سحب دخان وأبخرة كريهة الرائحة جنوبا مع هبوب النسيم، فجعلت الهواء في سان فيل يكاد يكون غير صالح للتنفس.
فيما يتعلق بإسماعيل، كانت هذه هي أكثر لحظات اليوم مرارة، اللحظة التي أدرك فيها أن المدينة قد سقطت. قال: «قلت لنفسي إنه لا يوجد ما يمكننا فعله؛ فكل شيء قد ضاع.» •••
ناپیژندل شوی مخ