د متن کتابونو تښتوونکی: لټون د تاریخي ښار ته رسیدو لپاره او د
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
ژانرونه
في الواقع، منحته الرابطة عدة أيام أخرى. وغادر لندن في الثلاثين من يونيو، من عام 1788، قائلا لبوفوي إنه «معتاد على الشدائد» والشرور التي «يصعب تحملها»، لكنها لم تعقه أبدا عن تحقيق هدفه. وقال لبانكس: «إن كتبت لي الحياة، فسوف أؤدي، بإخلاص، وإلى أقصى حد ممكن، التزامي نحو الرابطة؛ وإن هلكت وأنا أحاول، فإن شرفي سوف يظل في مأمن؛ لأن الموت ينقض كل التعهدات.» •••
وصف ريتشارد فرانسيس برتون، فيما كتب بعد ستين عاما، لحظة الانطلاق في رحلة الاستكشاف الأفريقي بأنها واحدة من أسعد اللحظات في الحياة البشرية: «عندما يطرح الإنسان بجهد جهيد عن نفسه أغلال العادة، وأثقال الرتابة، وعباءة الاهتمامات الكثيرة واستعباد الوطن، يشعر مجددا بالسعادة. يتدفق الدم بسرعة تدفقه في الطفولة.» بالمثل كان ليديارد منتشيا بانطلاقته. فقد كتب لأمه يقول: «حقا إنه مكتوب أنه ما أبعد طرق الرب عن الاستقصاء وأحكامه عن الفحص.» وأضاف: «هل الرب عظيم هكذا؟ إنه أيضا صالح. وأنا مثال على هذا. لقد جعلت العالم يرتجف تحت قدمي، واستهزأت بالخوف، وسخرت من الخطر. وعبر ملايين من الهمج الشرسين، وفوق الصحارى القاحلة، والشمال القارس، والجليد الدائم، والبحار العاتية، مررت دون أن يصيبني أذى. كم هو صالح إلهي! كم لدي من موضوعات ثرية للتمجيد والحب والتوقير!»
قاده طريقه جنوبا عبر باريس، حيث أقام أسبوعا، تقابل أثناءه مع صديقه جيفرسون، الذي من الواضح أنه اعترض على عمله لحساب البريطانيين، لكنه ساعده في عمل ترتيبات الرحلة المقبلة؛ وفيما بعد أرسل ليديارد تحديثات دورية لمواطنه الأمريكي. في مرسيليا ركب سفينة متجهة إلى مصر، التي جابه فيها صعوبات فورية. فحسبما أخبر جيفرسون، كانت الإسكندرية «أكثر بؤسا» من أي شيء كان قد رآه قبلئذ، فقد كانت مليئة «بالفقر، والنهب، والقتل، والاضطراب، والتعصب الأعمى، والاضطهاد القاسي والوباء!» وصل القاهرة في وقت الحرارة الخانقة لمنتصف أغسطس ووجدها «جبا بائسا، ووكرا للمتشردين»، ورأى أنها في نصف مساحة باريس، بينما كان النيل العظيم «مجرد بركة مقارنة بالروايات التي لدينا عنه»، ولا يزيد روعة عن نهر كونيتيكت:
حلوة هي الأغنيات عن مصر على الورق ... من ذا الذي لا يأسر لبه أشجار الصمغ، والبلسان، والبلح، والتين، والرمان، والجوز، والجميز، دون أن يتذكر أن وسط هذه الأشياء غبارا، وقيظا، ورياحا خانقة، وبقا، وبعوضا، وعناكب، وذبابا، وجذاما، وحمى، وعمى يكاد يكون عاما؟
أمضى ثلاثة شهور في القاهرة، يعد العدة لتقمص دور مسافر مسلم يرتدي «اللباس التركي المعتاد» ومعرفة ما يستطيع عن الطريق الذي سيسلكه. تخلى عن خطته للذهاب إلى مكة وبدلا من ذلك بدأ يستقصي الطريق غربا عبر سنار، وهي سلطنة في شمال دولة السودان المعاصرة. كان أكبر مصدر لمعلوماته هو سوق العبيد. كان عشرون ألف عبد سيرسلون إلى مصر في ذلك العام، حسبما قيل له، ومن هؤلاء الناس بدأ يحظى بفكرة عن مدى رحلته والخطر الذي سيجابهه فيها. اكتشف أن «قافلة تمضي من هنا [القاهرة] إلى فزان، وهي ما يقولون إنها رحلة تستغرق خمسين يوما؛ ومن فزان إلى تمبكتو، وهي ما يقولون إنها رحلة تستغرق تسعين يوما. تسافر القوافل حوالي عشرين ميلا في اليوم، وهو ما يجعل المسافة على الطريق من هنا إلى فزان ألف ميل؛ ومن فزان إلى تمبكتو ألفا وثمانمائة ميل. معروف أن المسافة من هنا إلى سنار ستمائة ميل.» إن كان سيظل بعافيته ولن يتعرض لأذى وسيسافر دون توقف - وهي ثلاثة افتراضات هائلة - ستستغرق رحلته على الأقل ستة شهور حتى يصل إلى تمبكتو.
مع ذلك، كانت البلدان على امتداد طريقه تعد بالكثير، فحسبما أورد: «تسري الأقاويل هنا عن وانجارا أنها مكان ينتج الكثير من الذهب». وأضاف: «يقال إن ملك وانجارا (الذي آمل أن أراه في غضون نحو ثلاثة أشهر من مغادرتي هذا المكان) يتصرف في أي كمية يشاء من ذهبه؛ أحيانا يكون ذلك قدرا كبيرا، وأحيانا قدرا يسيرا أو لا شيء؛ ويقال إنه يفعل ذلك ليمنع الغرباء من معرفة مقدار ثرائه، وحتى يمكنه أن يعيش في سلام.» ومع ذلك، كان الإجهاد الذي كان يشعر به بسبب بيئة القاهرة والضغط الذي كان يعاني منه من المهمة التي كان بصددها واضحين وهو يتحضر لمغادرة المدينة في الخامس عشر من نوفمبر. وبحلول وقت إرساله لخطابه الأخير إلى جيفرسون كان في حالة مزاجية مختلفة جدا عن تلك التي كان عليها عندما شرع في رحلته:
أمضيت وقتي هنا على نحو غير مقبول ... أؤكد لك أنه حتى فضولك وحبك للعصور القديمة لن يبقيك في مصر ثلاثة شهور ... من القاهرة سأسافر في اتجاه الجنوب الغربي، حوالي ثلاثمائة فرسخ، إلى ملك أسود. بعد ذلك سيتركني المرشدون الحاليون لمصيري. فيما وراء ذلك، أظن أنني سأمضي وحدي ... لن أنساك؛ بالتأكيد، سوف تكون تعزية لي أن أفكر فيك في لحظاتي الأخيرة. كن سعيدا.
لم يصل ليديارد أبدا إلى الملك الأسود. كان لا يزال في القاهرة عندما أصابته «علة صفراء»، ربما كانت تقلصات في المعدة ناتجة عن الدوسنتاريا أو تسمم غذائي، في وقت لاحق في ذلك الشهر. لم يؤد المرض إلى موته، ولكن العلاج الذي تلقاه فعل: أخذ العلاج التقليدي الذي كان عبارة عن حمض الكبريتيك، لكنه استهلك منه قدرا كبيرا لدرجة أنه أدى إلى «آلام حرقة شديدة» كانت منذرة بأن تكون قاتلة. حاول أن يعالج هذه الأعراض بالطرطرات المقيء، وهو ملح بوتاسيوم كان الغرض منه أن يسبب التقيؤ، لكنه بدلا من ذلك جعل حالته أسوأ. سجل كاتب سيرته جاريد سباركس: «كل شيء كان بلا طائل.» وأضاف: «استدعي أمهر طبيب في القاهرة لنجدته ولكن دون جدوى.» وبعد ثلاثة أيام، توفي ليديارد.
أعقب ذلك مراسلات بين بانكس، وبوفوي، وجيفرسون، وأحد معارف بانكس، وهو توماس بين. أخبر رجال الرابطة الأفريقية توماس بين بأن القافلة التي انتوى ليديارد السفر معها كانت قد تعرضت للتأخير باستمرار، وفي النهاية دفع ليديارد إلى الدخول «في حالة من الغضب العنيف مع مرشديه مما أدى إلى حدوث اختلال في شيء ما في جسمه.» وبعد أعوام عدة، ذكر بانكس متأملا أنهم كانوا غير محظوظين في هذه المهمة الأولى، «إذ إنها فشلت بوفاة رحالتنا ليديارد، الذي بدا أن صحته لدى مغادرته إنجلترا كانت واعدة بحياة مديدة، وأن من شأن قوة جسده أن تتغلب على عناء الترحال ... فقد سبق أن اختبرت على أتم وجه.»
في رثاء له، ذكر بوفوي أن ليديارد كان «مغامرا على نحو يفوق مفهوم الرجال العاديين، ومع ذلك كان حريصا ومتأني التفكير، ومنتبها إلى جميع الاحتياطات.» كتب بوفوي أنه بدا «وكأن الطبيعة قد شكلته لتحقيق إنجازات جريئة وخطرة.» ومع ذلك، كان مستحيلا إخفاء الحقيقة؛ فلقد مات بالمصادفة أول رحالة للرابطة الأفريقية، بألم شديد، دون أن يصل إلى أبعد من القاهرة.
ناپیژندل شوی مخ