د متن کتابونو تښتوونکی: لټون د تاریخي ښار ته رسیدو لپاره او د
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
ژانرونه
كتاب «تاريخ الفتاش»
1911-1913
طيلة ما يقرب من عقدين بعد عودة دوبوا، تلاعب كتاب «الفتاش»، «كتاب السودان الشبح»، بعقول مستشرقي باريس. كان دوبوا قد وصف هذا العمل بمبالغة تقليدية بأنه «الأساس الرئيسي لكل التوثيق التاريخي لمنطقة النيجر»، لكن لم يتمكن أي أحد من العثور إلا على عدد قليل من القصاصات المتشابهة على نحو ملحوظ. عندما كان أهل تمبكتو يسألون عنه، كانوا يهزون أكتافهم ويقولون إنه على قدر علمهم، كانت كل نسخ المخطوط قد أتلفت.
في عام 1911، بعث الحاكم الفرنسي للسنغال العليا والنيجر بالمستكشف ألبرت بونيل دي ميزيير إلى تمبكتو. هناك، عقد بونيل دي ميزيير صداقة مع العالم سيدي محمد الإمام بن السيوطي، واكتسب من ثقة التمبكتي ما كان كافيا لأن يطلعه على وثيقة ثمينة من مكتبته الشخصية. لم تكن كاملة، وكان ورقها متفتتا وحبرها باهتا، ولكن كان يعتقد أنها النسخة الوحيدة الباقية من كتاب قديم عن تاريخ السودان. سأله بونيل دي ميزيير إن كان من الممكن أن يحصل على نسخة طبق الأصل منها، فأشرف ابن الأسيوطي على عمل مخطوطة جديدة، والتي أرسلت إلى أوكتاف هودا وبرفقتها رسالة قصيرة توضح أن هذه كانت «تجميعا لسير ملوك سونجاي وجزء من تاريخ ملوك السودان قبل مملكة سونجاي»، وأنه كان يعتقد أنها كتبت في القرن الخامس عشر.
كان بمقدور هودا أن يخمن من أول نظرة أنها كانت «وثيقة في غاية الأهمية عن تاريخ السودان الفرنسي»، وأنها تمثل معلومات إضافية لتلك التي كانت متضمنة في كتاب «تاريخ السودان». وحيث إن صفحاتها الافتتاحية كانت قد فقدت، كانت المخطوطة تفتقر إلى العنوان واسم مؤلفها، ولكن سرعان ما اتضح لهودا أنها كانت عبارة عن العمل الذي كان دوبوا قد سمع به، وهو «الفتاش».
من أجل ملء الفراغات التي في النص، ألح هودا ومساعده موريس ديلافوس على بونيل دي ميزيير أن يعثر على نسخة أخرى. كتب المستكشف إلى ابن السيوطي يطلب مجددا مساعدته، وأجاب التمبكتي بحسن نية أنه على الرغم من أنه لم يكن لديه أي علم بوجود المزيد من النسخ، فإنه سيرسل إليه نسخته الأصلية. تلقى المترجمان هذه الوثيقة في مايو من عام 1912، وأسمياها المخطوطة «أ»، بينما أسميت النسخة باسم المخطوطة «ب». في وقت لاحق من ذلك العام، عثر على وثيقة أخرى ونسخت بأمر من المسئول الاستعماري الفرنسي في مدينة كايس. تضمنت المخطوطة «ج»، وهو الاسم الذي أصبحت معروفة به، تمهيدا وفصلا مفقودا من نسخة ابن السيوطي، وحمل العمل بوضوح اسم «تاريخ الفتاش»، أو لإعطائه عنوانه الكامل، «تاريخ الفتاش في أخبار البلدان والجيوش وأكابر الناس». كان اسم مؤلفه محمود كعت. وبحسب ما أورد كتاب «تاريخ السودان»، كان كعت قد ولد في عام 1468 وكان صديقا مقربا من أسكيا الحاج محمد.
كان لدى هودا وديلافوس الآن ثلاث نسخ مما ظنا أنه نفس كتاب التأريخ، «تاريخ الفتاش»، وكانت كل نسخة منها لها مشاكلها: فالمخطوطة «أ» كانت الأقدم ولذلك كانت الأكثر أصالة، ولكن أقساما كاملة منها كانت مجتزأة أو مفقودة. أما النسخة «ب» فكانت مجرد صورة طبق الأصل من المخطوطة «أ». أما المخطوطة «ج» فكانت كاملة واحتوت على فقرات كثيرة كانت غير واردة في المخطوطتين الأخريين، لكنها كان مليئة بأخطاء جسيمة، كانت ترجع من ناحية إلى أن الناسخ المعاصر لم يكن يتقن اللغة العربية إتقانا تاما، ومن ناحية أخرى إلى أن المخطوطة التي كانت مستمدة منها كانت تالفة جدا حتى إن أقساما منها كانت قد أصبحت غير مقروءة.
عند القراءة الدقيقة للوثائق، واجه المستشرقان لغزين محيرين. بدا أن الأول كان دليلا على ما كان قد قيل لدوبوا في تمبكتو، وهو قمع أحمد لوبو، سلطان ماسينا، لكتاب التأريخ. إذ بينما كانت الصفحات الافتتاحية المتضررة للمخطوطة «أ» تسجل نبوءات متنوعة بشرت بمجيء الخليفة الثاني عشر للسودان، نصت بداية المخطوطة «ج» على أن الخليفة أحمد سوف يأتي إلى ماسينا في بداية القرن التاسع عشر. كان هذا مريبا للغاية؛ فما مدى احتمالية أن تأريخا بدئ في القرن السادس عشر سيحدد بوضوح شديد أن الخليفة هو نفسه سلطان القرن التاسع عشر الذي زعم أنه قد قمعه؟ اعتبر هودا وديلافوس أن هذا دليل قاطع على أن هذه الفقرة من المخطوطة «ج» كانت قد زورت، وأن أحمد لوبو كان بالفعل قد أمر بأن يتلاعب في كل نسخ «تاريخ الفتاش» أو أن تدمر لخدمة مصالحه السياسية.
كان اللغز الثاني لغزا متعلقا بالمؤلف. ذكرت المخطوطة «ج» أن المؤرخ هو كعت، ولكن سرد «تاريخ الفتاش» ينتهي في عام 1599، عندما كان سيبلغ من العمر أكثر من 130 عاما. كيف يمكن أن يكون قد كتب عن أحداث جرت بعد وفاته؟ خمن المستشرقان أنه لا بد أن يكون أحد أحفاده هو الذي أنهى التأريخ، الذي جمع من أوراق كان قد خلفها وراءه هو وأبناؤه. ومن ثم كان «تاريخ الفتاش» نتاج تعاون بين ثلاثة أجيال: «كان المحرر الفعلي للعمل هو حفيد محمود كعت، بينما كان الجد هو الذي ألهم به.» كان هذا الحفيد المجهول، الذي تحدد لاحقا أنه «ابن المختار»، هو الذي كان من شأنه أن يكمل العمل في حوالي عام 1665.
كانت ألغاز كتاب «تاريخ الفتاش» على أحسن الفروض قد حلت جزئيا، لكن المؤلفين شعرا بأن بمقدورهما مع ذلك توليف نسخة كاملة. نشرا نسختهما المجمعة من الكتاب - باللغة العربية ومترجمة إلى الفرنسية - في عام 1913. وسرعان ما اعتبر كتاب «تاريخ الفتاش» أهم اكتشاف فيما يتعلق بتاريخ المنطقة منذ كتاب «تاريخ السودان»، ونظر إليه باعتباره قطعة رئيسية في أحجية فهم الحياة أثناء العصر الذهبي لتمبكتو.
ناپیژندل شوی مخ