د متن کتابونو تښتوونکی: لټون د تاریخي ښار ته رسیدو لپاره او د
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
ژانرونه
بعد سحق التكرور، استمر أرشينار في التوغل صوب تمبكتو، مخالفا الأوامر المباشرة من رؤسائه في باريس. في أبريل من عام 1893 استولى على جني بعد قتال عنيف، وسقطت موبتي في وقت لاحق من ذلك الشهر دون مقاومة، لكن تحولا سياسيا رافضا للتوسع العسكري كلف أرشينار أخيرا منصبه. تولى الآن ضابطان فرنسيان متنافسان - المقدم أوجين بونييه والنقيب البحري هنري بواتو - الراية في هذا السباق الجديد إلى تمبكتو، في عصيان لأوامر صريحة من بديل أرشينار، الذي كان في طريقه قادما من فرنسا. كان بواتو هو المتقدم من البداية؛ فبعد أن أخذ زورقين حربيين وفرقة من الجنود مبحرا مع مجرى النهر، دخل تمبكتو في السادس عشر من ديسمبر من عام 1893. أما بونييه الغاضب، الذي كان طوال حياته يطمح إلى غزو المدينة، فوصل بعد ذلك بشهر إلى المنطقة مع رتل من القوات الاستعمارية. وبالقرب من جوندام، تعرض الرتل لهجوم ليلا من الطوارق، وذبح بونييه، وعشرة من ضباطه، ومترجم، وضابطا صف أوروبيان، وثمانية وستون جنديا سنغاليا. كان يتعين حينئذ إعادة الاستيلاء على المدينة ومعاقبة الطوارق، وهما مهمتان أنجزهما بكفاءة الميجور جوزيف جوفر، الذي تقدم على امتداد الضفة اليسرى لنهر النيجر من سيجو، وقتل مائة من الطوارق، واستولى على ألف وخمسمائة رأس من ماشيتهم. نال جوفر ترقية عن عمله، ولم تكن تلك هي المرة الأخيرة؛ ففي عام 1914 أصبح القائد العام للقوات الفرنسية في الجبهة الغربية.
أثار الاستيلاء على تمبكتو وإحجام الضباط الفرنسيين في غرب السودان عن إطاعة الأوامر غضبا شديدا في باريس، حيث كانت الحكومة منقسمة بين فصائل موالية للجيش وأخرى موالية للمدنيين. ومع ذلك كان الاحتلال أمرا واقعا. ووافقت عليه وزارة المستعمرات بشرطين: الأول، أن يمكن الحفاظ عليه من دون مخاطرة؛ والثاني، ألا يكبد الحكومة أي تكلفة إضافية. •••
كان فيليكس دوبوا ابن طاه معروف أمضى عشرين عاما يطهو للقيصر. أثبتت صلات أبيه بين ذوي المراتب العليا في المجتمع الأوروبي في القرن التاسع عشر نفعها لفيليكس عندما بدأ مسيرته المهنية صحفيا، لكن مغامراته في عالم الأدب كانت أكثر قيمة؛ كتب والد دوبوا سلسلة موسوعية من كتب الطهي الأكثر مبيعا، وأبقت عائدات حقوق التأليف، من وصفات لأطباق مثل أمخاخ الأغنام في صوص الريمولاد ولحم قدم العجل «بالطريقة الجنيفية»، فيليكس واقفا على قدميه ماديا كلما كان دخله الآخر يوشك أن ينضب. بحلول عام 1894، في الثانية والثلاثين من عمره، أصبح فيليكس مراسلا أجنبيا معترفا به، بعد أن كتب تقارير صحفية غنية بالتنوع لصحف باريس من فيينا وبرلين، ومن حملة هنري بروسلار فيدرب الاستكشافية إلى فوتاجلون. كان من الطبيعي جدا، عندما وصلت أخبار غزو تمبكتو إلى أوروبا، أن يلجأ إليه رئيس تحرير صحيفة «لو فيجارو» الباريسية ليعطيه تقريرا إخباريا من هذه الجوهرة الجديدة الغريبة في تاج فرنسا.
رسا المراسل في داكار في أغسطس من عام 1894 وبعد استكشاف الساحل، بدأ يشق طريقه شرقا. لم يعد الطريق إلى تمبكتو يحمل الأخطار التي كان قد واجهها بارك وكاييه؛ ارتحل دوبوا مخترقا الداخل الأفريقي تحت حماية السلطة الفرنسية، على طرق إمدادات أنشئت من أجل القوات المسلحة وحتى على السكة الحديدية الجديدة التي كانت قد بنيت بين داكار وسان لوي. توقف في جني، حيث أثار حماسه أن يعثر على مخطوطات، من بينها نسخة كاملة من كتاب «تاريخ السودان»، والتي نسخها، وعمارة سودانية مذهلة. أقنعه هذان الاكتشافان بأن حضارة سونجاي، التي أظهرت هذا «الذكاء والعلم»، لا بد أنها أتت من مصر القديمة. من جني شق طريقه شمالا في النهر، عازما، كما كتب لاحقا، على أن «يميط تماما اللثام الذي أخفى السودان عنا لزمن طويل جدا.» ارتحل الأميال القليلة الأخيرة من كابارا في حراسة مسلحة، وعندما ارتفع المسار الرملي إلى قمة كثيب رملي، وقعت عيناه لأول مرة على هدفه، الذي بدا له على صورة «سماء شاسعة وبراقة، وامتداد شاسع وبراق من الأرض، والمعالم الكبيرة للمدينة توحد الاثنين. إنها صورة ظلية قاتمة، ضخمة، وطويلة، صورة تنم عن العظمة والضخامة - هكذا ظهرت «ملكة السودان.»»
عند دخوله إلى المدينة، عاد بسرعة إلى الواقع. كانت تمبكتو في يناير من عام 1895 «مأساوية»، تكاد أن تكون خرابا. حتى منزل الشيخ البكاي، الذي كان رجلا «معروفا في سائر أنحاء أوروبا، وفي سائر أنحاء العالم، وتبادلت ملكة إنجلترا معه المراسلات»، كان حطاما، مع وجود بقايا ضئيلة للعقل المتوقد بالذكاء الذي كان يسكن فيه يوما ما. كانت أبنية المدينة في حالة سيئة لدرجة أن دوبوا فكر في التخييم خارجها، قبل أن يجد مرشده منزلا يرضيه. في اليوم التالي بعث برسائل تقديمية كان قد حصل عليها في جني، داعيا علماء المدينة لزيارته. بينما كان يتبادل الحديث مع هؤلاء الرجال، موجها إليهم أسئلة عميقة بحثا عن معلومات تاريخية، وإذ أطلعوه على المزيد من المخطوطات، أخذ رأيه يتغير من جديد تغيرا كاملا. لم تكن أمجاد تمبكتو في نهاية الأمر وهما؛ كانت فقط تكمن في أفق الماضي البعيد. تبدد المشهد البائس الذي استقبله شيئا فشيئا، ومن دون أن يطأ بقدمه الشارع بعد، تشكلت تمبكتو جديدة أمامه:
كان من الواضح أن سرا كان يحوم حول تمبكتو الغامضة. كانت لدي العينان اللتان أبصرتا ذلك؛ وأخيرا استعدت صورة المدينة العظيمة، تمبكتو الغنية التي تحاكت عنها الأساطير .
كان الصحفي قد عثر على سبقه الصحفي.
لم يكن كاييه مخطئا؛ كانت ملكة السودان كئيبة وباهتة ظاهريا. ولكن بالتنقيب عميقا في مخطوطاتها، التي كانت فقط ما بقي من المكتبات البديعة التي كانت قد نهبت بالفعل على يد إمبراطوريتي الفولاني والتكرور من منحنى نهر النيجر، أماط دوبوا اللثام عن «تمبكتو المقدسة، المثقفة، حاملة مشعل المعرفة في منطقة نهر النيجر.» هكذا كان بهاء المدينة أثناء ماضيها الذهبي لدرجة أن «تخيلاتنا لا تزال منبهرة بانعكاساته، بعد ثلاثة قرون من أفول نجمها.» وسارع بعقد مقارنات بينها وبين أوروبا؛ كان سانكوري، مركز نشاط مثقفي المدينة، تشبه كثيرا الحي اللاتيني في باريس، وشكلت مدارسها «جامعة سانكوري» - وهو مصطلح صاغه دوبوا - التي كان أساتذتها «يذهلون أعظم علماء الإسلام بسعة اطلاعهم.»
لم تكن تمبكتو نواة السودان الفكرية الكبرى فحسب ... كانت أيضا واحدة من أعظم المراكز العلمية للإسلام نفسه؛ إذ كانت جامعتها الشقيقة الصغرى لجامعات القاهرة، وقرطبة، وفاس، ودمشق. لا تدع لنا مجموعتها من المخطوطات القديمة مجالا للشك في هذه النقطة، وهي تسمح لنا بأن نعيد بناء هذا الجانب من ماضيها بأدق تفاصيله.
وكتب أنه على النقيض من جامعي الكتب الأوروبيين البخلاء في العصر الحالي، كان علماء تمبكتو الواسعو المعرفة يجدون متعة حقيقية في مشاركة أثمن مخطوطاتهم مع الآخرين؛ كانوا ديدان كتب «بأفضل ما تعنيه الكلمة.» تخيل دوبوا هؤلاء العلماء وهم يفتشون بشغف عن مجلدات لم تكن بحوزتهم ويصنعون نسخا عندما يكونون أفقر من أن يشتروا ما أرادوا. بهذه الطريقة زادوا مجموعاتهم من الكتب إلى ما بين سبعمائة وألفي مجلد. كان من بينها أعمال في الشعر والخيال، ومؤلفات «من نوع غريب على الأدب العربي»، من بينها أعمال العالمين الشهيرين الحريري والحمداني. وجد نسخة من «كتاب تحفة الألباب ونخبة الإعجاب»، وهو عبارة عن مجموعة من الأسفار والأساطير ألفه أبو حامد الغرناطي في الموصل في القرن الثاني عشر. كتب دوبوا: «كانت الأعمال التاريخية والجغرافية من المغرب، وتونس، ومصر معروفة في تمبكتو، وكانت العلوم الخالصة متمثلة في كتب عن الفلك والطب.» باختصار ، يمكن القول إن مكتبات تمبكتو كانت تشتمل تقريبا على مجمل الأعمال المكتوبة بالعربية.
ناپیژندل شوی مخ