محمد اقبال: خپلواکي او فلسفه او شعر
محمد إقبال: سيرته وفلسفته وشعره
ژانرونه
وأذكر أني كنت في درس التاريخ الإسلامي في كلية اللغة العربية من الجامع الأزهر، فدخل هو وجماعة معه وأنا أتكلم في أنساب العرب، ثم برح القاهرة. وكان هذا آخر عهدي به. توجه تلقاء بيت المقدس فشهد المؤتمر الإسلامي، وتكلم هناك. ولو سجلت كلمة إقبال في المسجد الأقصى لوجدنا فيها للمسلمين خيرا كثيرا.
وفي السنة التالية شهد مؤتمر الطاولة المستديرة الثالث، وفي عودته مر بإسبانيا، ورأى آثار المسلمين فيها، فأوحت إليه شعرا منه قصيدته الخالدة في جامع قرطبة. وقد استأذن حكومة إسبانيا في أن يصلي بالجامع. ولعلها أول صلاة فيه منذ غابت شمس الإسلام عن قرطبة.
والذي يرى صورة شاعرنا الفيلسوف المسلم الغيور مصليا في جامع قرطبة، يقرأ قصيدة بليغة، ويتخيل ما جال في فكر شاعر الإسلام في هذا المقام الهائل، والمشهد الرائع.
لقد نظم إقبال نفسه هذه القصيدة، ونشرت في ديوان بال جبريل. وهي إحدى بدائعه. لا يفوق شاعر إقبالا فيما نظم في جامع قرطبة، ولكن أرى في صلاته قصيدة تروع نفسي معانيها ويكاد قلمي يخط ألفاظها. وعسى أن أخطها يوما. ماذا جال في نفس شاعر الإسلام وهو في محراب الجامع والجامع عطل من الصلاة والآذان؟ وهو كما قال البحتري في إيوان كسرى:
فهو يبدي تجلدا وعليه
كلكل من كلاكل الدهر مرسى
بل كما قلت أنا فيه من شعر الصبى:
فهو قلب من الأمان خلي
حائر في بلاه ليس بسال
كاد يملي على عقائده الشك
ناپیژندل شوی مخ