Muhammad ibn Abd al-Wahhab: His Salafi Creed, Reformist Call, and Praise by Scholars

Ahmad ibn Hajar Al-Butami d. 1423 AH
39

Muhammad ibn Abd al-Wahhab: His Salafi Creed, Reformist Call, and Praise by Scholars

محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه

خپرندوی

مطبعة الحكومة بمكة المكرمة

د ایډیشن شمېره

١٣٩٥ هـ/١٩٧٥م

ژانرونه

ولم يشبّهوه بصفات المخلوقين، إذ لو فعلوا شيئًا من ذلك لنقل عنهم، بل زجروا من سأل عن المتشابه، وبالغوا في كفه تارة بالقول العنيف، وتارة بالضرب. ولما سئل مالك ﵀ عن الاستواء: أجاب بمقالته المشهورة، وأمر بإخراج الرجل. وهذا الجواب من مالك في الاستواء شاف كاف، في جميع الصفات، مثل: النزول والمجئ، واليد، والوجه، وغيرها. فيقال في النزول: النزول معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. وهكذا يقال في سائر الصفات، إذ هي بمثابة الاستواء، الوارد به الكتاب والسنة. وثبت عن الربيع بن سليمان قالك سألت الشافعي ﵁ عن صفات الله، فقال: "حرام على العقول أن تمثل الله، وعلى الأوهام أن تحده، وعلى الظنون أن تقطع، وعلى النفوس أن تفكر، وعلى الضمائر أن تتعمق، وعلى الخواطر أن تحيط، وعلى العقول أن تعقل، إلا ما وصف به نفسه على لسان نبيه ﷺ". وثبت عن إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني أنه قال: "إن أصحاب الحديث المتمسكين بالكتاب والسنة يصفون ربهم بصفاته التي نطق بها كتابه وتنزيله، وشهد له بها رسوله ﷺ على ما وردت به الأخبار الصحاح، ونقلته العدول الثقات، ولا يعتقدون بها تشبيهًا بصفات خلقه، ولا يكيفونها تكييف المشبهة، ولا يحرفون الكَلِم عن مواضعه تحريف المعتزلة والجهمية. وقد أعاذ الله أهل السنة من التحريف والتكييف، ومَنَّ عليهم بالتفهيم والتعريف، حتى سلكوا سبيل التوحيد والتنزيه، وتركوا القول بالتعطيل والتشبيه، واكتفوا في نفي النقائص بقوله ﷿: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ

1 / 42