55

محمد علی جناح

القائد الأعظم محمد علي جناح

ژانرونه

كذلك يحتاج الدفاع في هذه المحاكم إلى القدرة على المساجلة التي يسمونها

Cross examination

وقوامه كله على الاستدراج، وعلى السؤال المفاجئ والجواب السريع.

إلى أن قرأت في كتاب «صوت آسيا» حديثا دار بين مؤلفه جيمس ميشنر

Michener

والآنسة فاطمة جناح شقيقة القائد الأعظم، فوقع في نفسي من أسلوب الرد والإقناع في هذا الحديث أن الملكة التي امتاز بها جناح أقرب إلى الطبع الموروث منها إلى التعليم المكتسب؛ لأن أسلوب الآنسة شقيقته كان نسخة مطابقة لأسلوبه، مع اختلاف كاختلاف الرجل والمرأة في ملامح الأسرة الواحدة.

قال المؤلف: «شعرت بوخز نقدها حين لاحظت أنه من المستغرب أن جناحا الذي لم يكن من رجال الدين المتعبدين ينشئ دولة ثيوقراطية ، فانفجرت قائلة: ماذا تعني بدولة ثيوقراطية؟ إننا دولة مسلمة، وهذا لا يعني أنها حكومة دينية، إنما تعني أنها حكومة مسلمين، فماذا تريدنا أن نكون؟ أحكومة مسيحيين؟ أحكومة براهمة؟ إننا لسنا حكومة يديرها قسيسون ولسنا حكومة كهانة، وإنما نحن حكومة قائمة على مبادئ الإسلام، وأقول لك: إنها مبادئ جميلة في إقامة الحكومات.»

قال المؤلف: «وأردت أن أستعيد موقفي فقلت: إن الذي عنيته أن حكومتكم تعلن أن الإسلام هو دين الدولة الرسمي! فما فهت بها حتى تلقيت طوفانا كانت حملة السؤال السابق مطرة صيف بالقياس إليه، وتكلمت الآنسة جناح بأسلوب السخرية والإصماء الذي تعوده الناس من جناح في دفاعه عن الباكستان، وضحكت وهي تقول: «لا تقل هذا ... فالحكومات جميعا تعترف بدين رسمي هو الغالب عليها، والمسيحية هي الدين الرسمي في البلاد الأمريكية.»

وحاولت أن أقول: إن هذا غير صحيح كل الصحة، ولكنها ضحكت مرة أخرى، وقالت: لعلك تعثر على تفسير ماهر يساعدك على إنكار الصبغة المسيحية في حكومة أمريكا، ولكن ماذا عسى أن تزعم عن ألوف الجماعات المبشرة التي ترسلونها إلى أنحاء العالم؟ ولماذا تحاول أمريكا أن تحولنا من ديانة حكومتنا إلى ديانتكم؟ ولماذا تتدخل حكوماتكم بالقوة حماية للمبشرين إذا لم نصبأ باختيارنا؟

قلت: «ليس هذا هو الواقع، وعلى فرض وقوعه فحكومتنا لا تؤيد أولئك المبشرين.»

ناپیژندل شوی مخ