محمد علی جناح
القائد الأعظم محمد علي جناح
ژانرونه
وخلاصة الواقعة أن سلطان حيدر أباد المسلم هم بالانضمام إلى الباكستان فأنذرته حكومة الهند ألا يفعل، وأتبعت الإنذار باحتلال بلاده عنوة؛ لأنها ترى أن المعول على الشعب لا على السلطان، فلما أرادت الباكستان أن تطبق هذا المبدأ نفسه وتلحق بها ولاية كشمير التي يبلغ المسلمون في جميع أقاليمها - ومنها إقليم جمو - أكثر من سبعين في المائة، رفضت حكومة الهند هذا المبدأ، وأعلنت أنها تقاومه بالقوة العسكرية، مع أن الكثرة الغالبة بين أبناء حيدر أباد من المنبوذين الذين لجأوا إلى الولاية الإسلامية؛ لأنهم لا يقبلون المهانة التي يعاملون بها بين البراهمة. أما أبناء كشمير المسلمون فلا فاصل بينهم وبين إخوانهم، في العقيدة ولا في الميول السياسية ولا في الموقع الجغرافي والعلاقات الاقتصادية.
ومن هذا المثل المشهود على ملأ من العالم تتضح صعوبة التفاهم في الأمور الداخلية على مبدأ متفق عليه بغير ضمان.
خلاف في الأسس
ولا يستوفى البيان عن طبيعة الخلاف بين جناح وساسة المؤتمر إذا حصرناه كله في قضية الباكستان.
فالواقع أنه خلاف في أسس التفكير يتناول السياسة الهندية في جميع مناحيه، ولا يقف عند القضية الإسلامية البرهمية.
فقد كان جناح يستغرب سياسة غاندي، ولا يؤمن بجدوى «التنسك » ورفض الحضارة، ومقاطعة الوظائف والمصانع والصناعات العصرية برمتها، ويقول: إنه يريد حملة تضرب الهدف ولا تضرب صاحبها، وضرب الهدف في رأيه إنما يكون بالوسائل السياسية، ووسائل المقاومة الفعالة عند لزومها.
وغاندي في اعتقادنا رجل عظيم أو روح عظيم كما وصفناه في كتابنا عنه بعد مقتله، ولكن المؤيدين لمذهبه والمعارضين له متفقون على أنه رجل برهمي في كل قطرة من قطرات دمه، وكل باعث من بواعث روحه: أساليبه برهمية ووسائله برهمية ومثله العليا برهمية وصيامه ومقاومته السلبية، ودعوته إلى الاهمسا من صميم النحلة البرهمية، وغايته من حركته أن يجعل الهند «رام راج»؛ أي مملكة الإله «رام» رب البراهمة، وهو الرب الذي انطلق لسانه بدعائه ساعة أصيب برصاص الجاني المعتدي عليه.
وإن هذه الزعامة المستغرقة في البرهمية لتستدعي بطبيعتها زعامة أخرى تقابلها وتشبهها في تمثيل قضيتها، والعمل بروحها في أداء رسالتها، فلم يكن مع قيام غاندي مناص من قيام جناح أو من يحل في محل جناح.
وقد كان استقلال الرأي يدفع بجناح إلى مخالفة المؤتمر ومخالفة العصبة الإسلامية في وقت واحد.
كان يخالف المؤتمر في سياسة غاندي المستغرقة في البرهمية، وكان يخالف العصبة وجمهرة المسلمين الهنود في حركة الخلافة؛ لأنه زاول السياسة ومسألة الخلافة تكاد تلفظ أنفاسها، واشتد حزنه في إبان حركة الخلافة لضياع هذا الجهد في غير طائل ينفع مسلمي الهند أو ينفع الخليفة والخلافة، فهجر الهند وأوشك أن يعتزل السياسة، وراح يقيم فترة في البلاد الإنجليزية إلى أن تهدأ السورة وتثوب الأمور إلى قرارها.
ناپیژندل شوی مخ