وندهن المفارق
إن تدبروا نفارق
فراق غير وامق
عرس المولي طالق
والعار منه لاحق
فاضطر الفرسان أن يقفوا خوف أن يطئوا الفتيات بخيولهم، ثم سمعوا نشيدهن فثارت كرامتهم وأحسوا الخجل من هزيمتهم، ودعا بعضهم بعضا للثبات، ووجد القواد فرصة لتثبيت القلوب ولم الشعث، وثنوا أعنة الخيل إلى وجه العدو اللاحق بهم، وتقدموا إلى لقاء المهلهل ومن معه، وكان أعنف اصطدام وأشد قتال.
وأدرك الحارث بن عباد قومه المنهزمين بعد لأي، وكان لم ينهزم معهم بل وقف في جماعة قليلة يحارب في موضعه الأول.
وجاء الشيخ الشجاع الفند بن سهل كذلك لما رأى أن مكان الحرب قد تحول، وجعل يحرض قومه وهو يحارب في طليعتهم، ورأى الحارث بن عباد المهلهل وهو لا يعرفه في وسط فرسانه لا يدنو من كتيبة حتى يفرقها، ولا يقبل على جماعة حتى يشتتها، فنظر حوله وقال صائحا: «هذا صيد كريم.»
ثم ركض فرسه النعامة متجها نحو الفارس المجهول، وما هو إلا قليل حتى كان عائدا وقد وضع الفارس المخيف أمامه على ظهر النعامة، والبكريون يستقبلونه بصيحة فرح تملأ الفضاء. وما كادت تغلب ترى المهلهل أسيرا حتى ولى فرسانها الأدبار وتعقبهم فرسان بكر يتخطفونهم بالرماح.
وسار الحارث وأسيره أمامه، وإلى جواره الفند بن سهل حتى بلغوا مؤخرة الجيش فألقى الأسير على الأرض ووقف يتأمله.
ناپیژندل شوی مخ