قتلوه بشسع نعل كليب
إن قتل الكريم بالشسع غال
ثم صمت قليلا كأنه غص بريقه. فانفجرت أم الأغر صائحة كأنها كانت تنتظر تلك الكلمات لكي تفرج عن نفسها بالعويل والبكاء، وأسرع إليها النساء فعاودن ما كن أمسكن عنه من الندب والعويل، واشتعل الحي كله بالبكاء. واستأنف الحارث قوله بعد حين وهو ينظر بعينين شاخصتين نحو الأفق لا يلتفت إلى جمع بني ثعلبة المتزاحم حوله.
صاح في حزن وغيظ:
يا بجير الخيرات لا صلح حتى
تملأ البيد من رءوس الرجال
لم أكن من جناتها علم الله
وإني لحرها اليوم صال
وأطرق حينا لا يقوى على الكلام، ثم انتفض فجأة وسل سيفه وهزه فوق رأسه في عنف، وعاد إلى إنشاده فصاح بصوت يشبه هدير الريح بين الصخور:
قربا مربط النعامة مني
ناپیژندل شوی مخ