هغه دی چې تغي: د ګلګمش محاکمه: په لسو نندارتونونو کې
هو الذي طغى: محاكمة جلجاميش: في عشر لوحات درامية
ژانرونه
التي تصور السومريون أنها تقع شرقي وادي النهرين، وربما كانت هي البحرين الحالية. وينتهي نص القصة عند هذا الحد، وهو يكفي على كل حال لبيان مدى استفادة الشاعر البابلي منه ومن النص البابلي القديم الذي لم يكن أحسن حالا. ولا شك أن هذا الشاعر الموهوب قد أضاف تفصيلات أخرى من خياله الخلاق، أو من مأثورات شفاهية لم تبلغ إلى علمنا حتى الآن في صورة مدونة، وربما تكشف عنها الحفائر في مستقبل الأيام، ثم صنع من هذه الخيوط كلها نسيجا عبقريا أصيلا هو الذي يعرف اليوم باسم ملحمة جلجاميش، أو باسم أول سطر في أول لوح فيها، وهو: «هو الذي رأى». •••
لم تكن هذه القصص السومرية هي المصدر الوحيد الذي غزل منه البابليون ملحمتهم الفريدة؛ فمنذ أن تولى الأكديون الساميون زمام السلطة في بلاد الرافدين، ووحدوها تحت قيادتهم، واختلطوا بالسومريين؛ أخذوا عنهم معظم تراثهم الثقافي، وشرعوا في العصر البابلي القديم
8 (أي منذ حوالي سنة 1800ق.م.) في نسخه وترجمة بعض أجزائه إلى الأكدية قبل أن يصوغوه بعد ذلك في أشكال جديدة ناضجة. ولا بد أنهم عرفوا الكثير من القصص والأساطير التي دارت حول حياة جلجاميش ومغامراته، وإن كانت المعلومات القليلة التي لدينا عن الأدب البابلي في تلك الفترة - وبخاصة من القرن الثامن عشر إلى القرن السادس عشر قبل الميلاد - لا تسمح بالقول بأنهم تمكنوا في ذلك الوقت من صياغة الملحمة في بناء موحد متكامل. ومع ذلك فقد عثر على ألواح مختلفة ترجع للعهد البابلي القديم، وعليها أجزاء متفرقة مما سمي بعد ذلك بقصيدة جلجاميش أو ملحمته، وهي ألواح عثر عليها في أماكن مختلفة، وأصابها التلف الذي شوه الكثير من سطورها، وإن لم يمنع هذا معظم مترجمي الملحمة من الاستعانة بشذراتها لتكملة نواقص أحدث النصوص عهدا وأكملها، وهو النص الآشوري الذي عثر عليه في نينوى كما سبق القول.
9
مهما يكن الأمر فقد استطاع شاعر موهوب عاش حوالي سنة 1200ق.م. أن يبدع هذا العمل الأدبي الرائع الذي نسميه جلجاميش، معتمدا على ما سبق أن ذكرناه من التراث السومري والبابلي القديم ومتحررا منه في آن واحد. وقد حفظ لنا أحد المأثورات المتأخرة التي لم تتأكد صحتها اسم هذا الشاعر، وهو «سين-ليكي-أونيني»، ولا نكاد نعرف عنه إلا أن إحدى الأسر التي كانت تشتغل بالكهنوت في وقت متأخر في مدينة أوروك قد ذكرت اسمه كأحد أسلافها، ومع ذلك يظل الاسم أمرا غير ذي بال؛ لأن الشعراء والكتاب السومريين لم يحرصوا أبدا على ذكر أسمائهم، ولم يهتموا بأنفسهم كما نفعل اليوم للأسف إلى حد مرضي فظيع، ولأن موهبة هذا الشاعر أقدر على التعريف به وتخليده من كل الأسماء (التي لا تعدو أن تكون ضجيجا ودخانا يحجب وهج السماء، على حد تعبير جوته على لسان فاوست).
وجملة القول أن جميع النسخ المتسقة أو المجتزأة التي وصلتنا من الملحمة ترجع إلى ما بعد القرن الثاني عشر قبل الميلاد، ولكن القدر الأكبر من النص يرجع إلى القرن السابع قبل الميلاد، وقد عثر عليه كما ذكرت أكثر من مرة بين الألوف المؤلفة من الألواح الطينية التي اكتشفت في مكتبة الملك الآشوري آشور بانيبال؛ هذا الملك العجيب الذي نهب مصر وخرب سوسة (عاصمة مملكة عيلام القديمة في الجنوب الغربي من إيران)، وجسد التناقض الصارخ بين حرص العالم المثقف على جمع تراث أجداده، وقسوة الوحش الفظيع على أعدائه (إذ كان يتسلى بتقطيع أطرافهم وصلم آذانهم وسمل عيونهم أثناء استمتاعه بالأكل والرقص والموسيقى !) ومن حسن حظ المعرفة والتاريخ أنه أرسل رسله إلى كل مراكز الثقافة القديمة في وادي الرافدين (مثل أوروك وبابل ونيبور وسيبار) لينسخوا القصائد والتراتيل والوثائق التاريخية والمدونات «العلمية» والقواميس ... إلخ، ويترجموا كل ما استطاعوا ترجمته من السومرية إلى الأكدية السامية، ويحفظوا الألوف من ألواحها في مكتبة قصره في العاصمة الآشورية المتأخرة نينوى.
10
وقد كان من بينها الألواح التي تضم هذا القصيد الملحمي الذي «دون وفق الأصل، وجمع في قصر آشور بانيبال، ملك العالم وملك آشور»، وهو القصيد الذي نسميه اليوم ملحمة جلجاميش، والذي ما زال العلماء من مختلف بلاد العالم يتبارون في دراسته وملء فجواته، وتفسير إشاراته ولمحاته ودلالاته من كل الجوانب والأبعاد، وترجمة ما يجد اكتشافه من ألواح أو كسر تتصل به، كما يتنافس الأدباء في ترجمته واستلهامه وصياغته في أشكال أدبية وفنية متنوعة. •••
انتشر تأثير الملحمة منذ العصور القديمة، ولا يزال حيا وفعالا إلى يومنا الحاضر. ولا يرجع هذا فحسب إلى القيم الجمالية والدينية والتاريخية والاجتماعية ... إلخ التي تنطوي عليها، وإنما يرجع إلى أنها تخاطب «الإنسان» فينا قبل كل شيء، وتذكي نيران أسئلته الكبرى التي لا يجد عنها إجابة شافية، ولا يملك مع ذلك - على حد تعبير كانط (1724-1804م) في مقدمته لنقد العقل الخالص - أن يتوقف عن طرحها. ولا نريد أن ندخل في تفصيلات التأثير والتأثر التي لم تزل موضع التخمين والجدل والخلاف الشديد بين العلماء المجتهدين؛ إذ يكفي أن نشير إلى بعض مظاهر الاهتمام بترجمتها إلى اللغات القديمة والحديثة، ومحاولات صياغتها واستلهامها، واحتمالات التشابه بين بعض «تيماتها» أو موضوعاتها الأساسية وشخصياتها وبين نظائرها في الأدب القديم والوسيط، بشرط أن نتذكر أن مكتبة جلجاميش و«الأدبيات» التي ألفت عنه قد أصبحت تفوق الحصر، وفجرت أمواجها المتلاحقة كل الحدود.
لقد ترجمت أجزاء من النص - كما ذكرنا في هامش سابق - إلى أربع لغات كانت تكتب بالخط المسماري في الفترة الزمنية الواقعة بين القرنين الواحد والعشرين والقرن السادس قبل الميلاد، وفي حدود المنطقة الواقعة بين جنوب بابل في أرض النهرين وبين عاصمة الحيثيين في آسيا الصغرى. وتغلغل المأثور الشفاهي عن جلجاميش وراء تلك الحدود، فانتشرت بعض موضوعاته، وتشكلت على صور مختلفة في أساطير وحكايات شعبية، وقصص عجائب وخوارق أثرت من العصور القديمة حتى العصر الحديث على شعوب أخرى عديدة، وأصبح بعضها جزءا من الأدب العالمي. وقد رجح بعض الباحثين أن تكون بعض «موتيفات» جلجاميش قد تسربت إلى عدد من الحكايات الشعبية الفارسية، مثلما حدث الشيء نفسه مع بعض الحكايات الخرافية البابلية على لسان الحيوان والنبات، وثبت أنها أثرت تأثيرا واضحا على بعض الحكايات الخرافية الفارسية وبعض حكايات إيزوب. وربما يعود أحد أسباب ذلك إلى أن الفرس ظلوا يستعملون الخط المسماري في كتابتهم لفترة طويلة بعد إهماله في بلاده نفسها. وما برحت الآراء متأرجحة بين مؤيد ومعارض لتأثير اللوح الحادي عشر من الملحمة (الذي تروى فيه قصة الطوفان) على سفر التكوين في العهد القديم، ولاحتمال تأثر شاعر الإلياذة والأوديسة
ناپیژندل شوی مخ