محاضرات او محاورات
المحاضرات والمحاورات
خپرندوی
دار الغرب الإسلامي
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٤ هـ
د خپرونکي ځای
بيروت
إني معزيك لا أني على طمع ... من الخلود ولكن سنّة الدين
فما المعزّى بباق بعد ميّته ... ولا المعزّي ولو عاشا إلى حين
مات لسليمان ﵇ ابن فاشتدّ عليه وجده، وتعاظم فقده، فنزل عليه ملكان ﵉، وبرزا له في صورة أخصام، فقال أحدهما: إني بذرت بذرا لأحصده، فلما اشتدّ مرّ به هذا فأفسده، فقال الآخر: إنه بذر على الطريق، فأخذت عليه [١]، ففسد للمضيق، فقال سليمان للأول: أما علمت أنّ مأخذ الناس على الطريق العابرة، فقال: يا سليمان: فلم تحزن على ابنك وأنت تعلم أنّك ميّت وأنّ سبيل الناس على الآخرة، ثم قال: ما كان ابنك يعدل عندك؟ وما قدره هنالك؟ قال: كان أحبّ إليّ من ملء الأرض ذهبا، قال: فانّ لك من الأجر على قدر ذلك [٢] .
وفي تعزية معاذ [٣]- وإن تضمن إسناد الحديث وهنا-: اعلم أن الجزع لا يردّ ميتا، ولا يدفع حزنا [٤] . وقال الشافعي في تعزيته: أمضّ المصائب فقد سرور، مع حرمان أجر، فكيف إذا اجتمعا على اكتساب وزر [٥]: [الطويل]
تصبّر فانّ الأجر أسنى واعظم ... ورأيك أهدى للتي هي أقوم
ولو جاز فرط الحزن للمرء لم يفد ... فما بالنا لا نستفيد ونأثم [٦]
وإني عن ندب الأحبّة ساكت ... وإن كان قلبي بالأسى يتكلّم
أعزيك عن غصن ذوى قبل ما ارتوى ... وقامت به ورق الثّنا تترنّم [٧]
على مثل هذا عاهد الدهر أهله ... وصال وتفريق يسرّ ويؤلم [٨]
وإن منع الغيّاب أن يقدموا لنا ... فانّا على غيّابنا سوف نقدم
مات لأبي بكرة [٩] من الأولاد دفعة واحدة أربعون، ولأنس بن مالك ثلاثة وثمانون ولدا، وذلك بالطاعون [١٠] . وقلّ أن يكون أحد ممن غبر، إلا وذاق طعم هذا الكأس
[١] أخذت عليه: أي سرت عليه.
[٢] إحياء علوم الدين للغزالي ٤/٤٨٩.
[٣] معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الأنصاري: صحابي إمام مقدم في علم الحلال والحرام، توفي بالطاعون سنة ١٨ هـ، وقيل ١٧ هـ. (حلية الأولياء ١/٢٢٨، الإصابة ٦/١٣٦) .
[٤] التعازي والمراثي للمبرد ص ١٤٨.
[٥] الأبيات لجمال الدين بن نباتة المصري في ديوانه ص ٤٦٣- ٤٦٤.
[٦] البيت ساقط من نسخة ب.
[٧] في نسخة ش: قبل ما ارتدى.
[٨] في ع: يسر ومغنم.
[٩] أبو بكرة: عبد الرحمن بن أبي بكرة الثقفي، تابعي من أهل البصرة، توفي سنة ٩٦ هـ. (الإصابة ٥/٢٢٦) .
[١٠] التعازي والمراثي للمبرد ص ٢٠٩.
1 / 331