24

د ادیبانو محاضرې او د شاعرانو او ویناوالانو خبرې

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء

خپرندوی

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٠ هـ

د خپرونکي ځای

بيروت

صعوبة مداواة الأحمق لكلّ داء دواء يستطبّ به ... إلا الحماقة أعيت من يداويها «١» وقال المتنبيّ: ومن البليّة عذل من لا يرعوي ... عن جهله وخطاب من لا يفهم «٢» روي أن عيسى ﵊، أتى بأحمق ليداويه، فقال: أعياني مداواة الأحمق ولم يعيني مداواة الأكمه «٣» والأبرص «٤» . وقال الحجّاج: أنا للعاقل المدبّر أرجى منّي للجاهل المقبل. وقيل: أنك تحفظ الأحمق من كل شيء إلا من نفسه، وتداويه إلا من حمقه. تعب العاقل واستراحة الجاهل قيل لحكيم: من أنعم الناس عيشا؟ فقال: من كفى أمر دينه، ولم يهتم لأمر آخرته. قال أبو علي كاتب بكر: من رزق الحمق فذو نعمة ... آثارها واضحة ظاهره يحطّ ثقل المرء عن نفسه ... والفكر في الدنيا وفي الآخره وقال آخر (المتنبّي): ذو العقل يشقى في النّعيم بعقله ... وأخو الجهالة في الشّقاوة ينعم موصوف بالعقل كان ابن المقفع والخليل «٥» يحبّان أن يجتمعا. فاتفق التقاؤهما، فاجتمعا ثلاثة أيام يتحاوران. فقيل لابن المقفع: كيف رأيته؟ فقال: وجدت رجلا عقله زائد على علمه. وسئل الخليل عنه، فقال: وجدت رجلا علمه فوق عقله. قال بعض العلماء: صدقا فإن الخليل مات حتف أنفه في خص «٦» وهو أزهد خلق الله، وتعاطى ابن المقفع ما كان مستغنيا عنه حتى قتل أسوأ قتلة. قال الصنوبري: فإن يلتمس يوما حجاكم فإنّكم ... جبال الحجا لكنّكم أبحر الجدوى «٧»

1 / 28