د مغامرة العقل الأولى: دراسة في الأسطورة: سوريا او د رافدين هیواد
مغامرة العقل الأولى: دراسة في الأسطورة: سوريا وبلاد الرافدين
ژانرونه
أسطورة بابلية
بعد فترة ليست بالطويلة من خلق العالم وظهور الحياة، تكتشف الآلهة أن الإنسان لم يحقق تماما الغاية التي من أجلها قد خلق، وأنه قد عاث في الأرض التي استخلف فيها فسادا وسفك الدماء. فتقرر إفناء الحياة على الأرض، وغسلها بطوفان شامل، تبدأ بعده تاريخا جديدا. ولكن الإنسان خلال عهده القصير على الأرض قد حقق بعض غاياته، وترك منجزات حضارية وثقافية لا يستهان بها؛ ولذا لا بد من الحفاظ على ذلك الجزء الصالح ونقله للعالم الجديد ليكون أساس البناء الثاني. ولن يتسنى ذلك إلا بإنقاذ مجموعة صغيرة من البشر، تحمل معها منجزات العمل الإنساني لتبدأ منها عهدا ثانيا، على أرض تطهرت من فساد الأجيال السالفة. ويقود ملحمة النجاة هذه رجل حكيم صالح تختاره الآلهة لهذه المهمة الفريدة، وتوكل إليه مهمة بناء سفينة هائلة، يحمل فيها أهله والمقربين إليه من الصالحين، ومن كل زوجين من الحيوانات اثنين. فيقلع بها عند اندياح الطوفان وقد حمل فيها من المؤن ما يكفي. وعند جفاف المياه يطلق حيواناته للجهات فتملأ الأرض مرة ثانية، ويؤسس بمن تبقى من البشر حضارة جديدة.
تتكرر هذه الخطوط العريضة للأسطورة، مع بعض التنويعات، لدى السومريين والبابليين والعبرانيين. ومع السفن الفينيقية تنتقل إلى اليونان ، فتروي لنا الأسطورة الإغريقية
1
أن كبير آلهة الأوليمب «زيوس» قرر تدمير الحياة على الأرض ، فأرسل طوفانا عارما استمر تسعة أيام قضى على الناس أجمعين إلا رجلا وامرأة هما ديكليون وزوجته فرحة، طافا بسفينة استقرت بهما على قمة جبل البرناس. وقد رأى زيوس، بعد ذلك، أن يسرع بإعادة الحياة إلى الأرض، فأمر الزوجين أن يقوما برمي الأحجار الصغيرة خلفهما، فتحولت هذه الأحجار إلى مخلوقات حية.
ومن المثير للتأمل أن أسطورة الدمار الشامل شائعة في أماكن متفرقة من العالم، وبين شعوب لا يربط بينها مكان أو زمان؛ ففي بوليفيا نجد لدى السكان الأصليين أسطورة عن دمار العالم بواسطة نار سماوية
2
قضت على جميع مظاهر الحياة عدا رجل واحد لجأ إلى كهف حريز، وتزود بالماء والمؤن الكافية، وبين الفينة والأخرى كان يمد عصا طويلة من ثقب صغير في باب كهفه، فتعود العصا مسودة ساخنة، فيعرف أن النار ما زالت ملتهبة في الخارج. إلى أن مدها مرة فعادت باردة، فعرف أن طوفان النار قد انحسر عن الأرض، ففتح باب كهفه ليرى الأرض محروقة موحشة، وأنه الكائن الوحيد على سطحها.
وفي نيوزيلاندا أسطورة عن حريق يلتهم الأرض؛
3
ناپیژندل شوی مخ