مغالطات لغوية: د درېیمې لارې ته نوی فصیح
مغالطات لغوية: الطريق الثالث إلى فصحى جديدة
ژانرونه
لأن أرضي أرض لا تشب بها
نار المجوس ولا تبنى بها البيع
تصور هذه الأبيات، ببراعة، عمق الخلاف بين الطرفين: الشعراء قوم مطبوعون على فصاحتهم، والنحاة قوم متطبعون يحتالون لمنطقهم، الشاعر عربي الدم نشأ في أرض عربية غير أعجمية لا تشب بها نار المجوس ولا تبنى البيع (إشارة إلى صراع الثقافتين)، «الشاعر يتكفل بحياة اللغة وديمومتها، والنحوي يريد السيطرة على اللغة ولا يستطيع ملاحقتها في تدفقها المستمر، فيسعى إلى تجميدها وإمساكها على وضع لا يتغير، الشاعر يبحث عن مطالبه والنحوي يبحث عن مطالبه، وهي مطالب لا يتم بينها اللقاء.»
37
وهذه هي المغالطة النحوية المتأصلة منذ البداية، والتي جمدت اللغة وشلت حركتها: قلب الأوضاع، وضع العربة أمام الحصان، رفع المعيارية على الوصفية.
وفي مقاله «النحو والمنطق الأرسططاليسي» يقول د. علي الوردي: «وبهذا صارت القواعد النحوية في وضعها النهائي معقدة أو متشعبة جدا، فابتعدت عما تقتضيه السليقة الفطرية من بساطة ووضوح. والذي يدرس القواعد النحوية الموجودة بين أيدينا دراسة موضوعية يشعر بأنها قواعد اصطناعية غير طبيعية، وليس من المعقول أن يتكلم بها بشر على هذه الأرض.» أما د. تمام حسان فيقول في نهايات كتابه «اللغة بين المعيارية والوصفية»: «كانت دراسة النحو في مبدئها وسيلة إلى غاية، ولكنها سرعان ما أصبحت غاية في ذاتها متعددة الوسائل والطرق، كانت في مبدئها تقوم على الاستقراء والتقعيد، فأصبحت بعد زمن تقوم على القاعدة والتطبيق، وخلف من بعد الرعيل الأول من رجالها خلف وقفوا من النحو موقف المتكلمين من الدين: كان الدين سمحا فطريا فجعله المتكلمون فلسفة وقضايا منطقية، وكان النحو سهلا هينا وصفيا فجعله النحاة فلسفة وقضايا معيارية منطقية أيضا.»
38
بذلك يصدق قول الخليل بن أحمد، عن رواية الجاحظ في «الحيوان»: «لا يصل أحد من علم النحو إلى ما يحتاج إليه حتى يتعلم ما لا يحتاج إليه»، وكذلك قول ابن خالويه حين طلب رجل أن يتعلم من العربية ما يقوم لسانه: «أنا منذ خمسين سنة أتعلم النحو وما تعلمت ما أقيم به لساني!»
الفصل السادس
التغير اللغوي
ناپیژندل شوی مخ