185

مفردات الفاظ القرآن

مفردات ألفاظ القرآن‌

پوهندوی

صفوان عدنان الداودي

خپرندوی

دار القلم

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٢ هـ

د خپرونکي ځای

الدار الشامية - دمشق بيروت

كذا، وجمالك، أي: أجمل، واعتبر منه معنى الكثرة، فقيل لكلّ جماعة غير منفصلة: جُمْلَة، ومنه قيل للحساب الذي لم يفصّل والكلام الذي لم يبيّن: مُجْمَل، وقد أجملت الحساب، وأجملت في الكلام. قال تعالى: وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً [الفرقان/ ٣٢]، أي: مجتمعا لا كما أنزل نجوما مفترقة. وقول الفقهاء: المُجْمَل: ما يحتاج إلى بيان، فليس بحدّ له ولا تفسير، وإنما هو ذكر بعض أحوال الناس معه، والشيء يجب أن تبيّن صفته في نفسه التي بها يتميز، وحقيقة المجمل: هو المشتمل على جملة أشياء كثيرة غير ملخّصة. والجَمَلُ يقال للبعير إذا بزل «١»، وجمعه جِمَال وأَجْمَال وجِمَالة قال الله تعالى: حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ [الأعراف/ ٤٠]، وقوله: جِمالَتٌ صُفْرٌ «٢» [المرسلات/ ٣٣]، جمع جِمَالة، والجِمَالَة جمع جَمَل، وقرئ: جمالات «٣» بالضم، وقيل: هي القلوص، والجَامِل: قطعة من الإبل معها راعيها، كالباقر، وقولهم: اتّخذ الليل جملا «٤» فاستعارة، كقولهم: ركب الليل، وتسمية الجمل بذلك يجوز أن يكون لما قد أشار إليه بقوله: وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ [النحل/ ٦]، لأنهم كانوا يعدّون ذلك جمالا لهم. وجَمَلْتُ الشحم: أذبته، والجَمِيل: الشحم المذاب، والاجتمال: الادهان به، وقالت امرأة لبنتها: تَجَمَّلِي وتعفّفي «٥»، أي: كلي الجميل، واشربي العفافة «٦» . جنَ أصل الجِنِّ: ستر الشيء عن الحاسة، يقال: جَنَّه الليل وأَجَنَّهُ وجَنَّ عليه، فَجَنَّهُ: ستره، وأَجَنَّه جعل له ما يجنّه، كقولك: قبرته وأقبرته، وسقيته وأسقيته، وجَنَّ عليه كذا: ستر عليه، قال ﷿: فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَبًا [الأنعام/ ٧٦]، والجَنَان: القلب، لكونه مستورا عن الحاسة، والمِجَنُّ والمِجَنَّة: الترس الذي يجنّ صاحبه. قال ﷿: اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً [المجادلة/ ١٦]، وفي الحديث: «الصّوم جنّة» «٧» .

(١) بزل البعير يبزل: فطر نابه أي: انشق. (٢) وهي قراءة نافع وأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر ويعقوب بخلفه وشعبة عن عاصم، وقرأ حفص وحمزة والكسائي وخلف: جمالة. (٣) وبها قرأ رويس عن يعقوب، وهي قراءة صحيحة متواترة. راجع: الإتحاف ص ٤٣٠. (٤) انظر: أساس البلاغة ص ٦٤. (٥) راجع: المجمل لابن فارس ١/ ١٩٨. (٦) العفافة: وهو ما بقي في الضرع من اللبن. (٧) الحديث يروى: «الصيام جنّة» وهو صحيح متفق عليه. وأخرجه مالك في الموطأ، باب جامع الصيام، انظر: تنوير الحوالك ١/ ٢٨٧، وفتح الباري ٤/ ٨٧، ومسلم رقم (١١٥١)، وانظر: شرح السنة للبغوي ٦/ ٢٢٥. [.....]

1 / 203