مفردات الفاظ القرآن
مفردات ألفاظ القرآن
پوهندوی
صفوان عدنان الداودي
خپرندوی
دار القلم
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤١٢ هـ
د خپرونکي ځای
الدار الشامية - دمشق بيروت
وقد قيل في ذلك أقوال، أكثرها ليس بمرتضى عند التحقيق «١» .
وعلى ذلك قوله ﷿: فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ [النحل/ ٢٢]، لا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ [النحل/ ٢٣]، وقال تعالى: لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخاسِرُونَ [النحل/ ١٠٩] .
جرى
الجَرْي: المرّ السريع، وأصله كمرّ الماء، ولما يجري بجريه. يقال: جَرَى يَجْرِي جِرْيَة وجَرَيَانًا. قال ﷿: وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي [الزخرف/ ٥١]، وقال تعالى:
جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ [الكهف/ ٣١]، وقال: وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ [الروم/ ٤٦]، وقال تعالى: فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ [الغاشية/ ١٢]، وقال: إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ
[الحاقة/ ١١]، أي: السفينة التي تجري في البحر، وجمعها:
جَوَارٍ، قال ﷿: وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ [الرحمن/ ٢٤]، وقال تعالى: وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ [الشورى/ ٣٢]، ويقال للحوصلة: جِرِّيَّة «٢»، إمّا لانتهاء الطعام إليها في جريه، أو لأنها مجرى الطعام.
والإِجْرِيَّا: العادة التي يجري عليها الإنسان، والجَرِيُّ: الوكيل والرسول الجاري في الأمر، وهو أخصّ من لفظ الرسول والوكيل، وقد جَرَيْتُ جَرْيًا. وقوله ﵇: «لا يستجرينّكم الشّيطان» «٣» يصح أن يدّعى فيه معنى الأصل.
أي: لا يحملنّكم أن تجروا في ائتماره وطاعته، ويصح أن تجعله من الجري، أي: الرسول والوكيل «٤» . ومعناه: لا تتولوا وكالة الشيطان ورسالته، وذلك إشارة إلى نحو قوله ﷿:
فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ [النساء/ ٧٦]، وقال ﷿: إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ [آل عمران/ ١٧٥] .
جزع
قال تعالى: سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا [إبراهيم/ ٢١]، الجَزَع: أبلغ من الحزن، فإنّ الحزن عام والجزع هو: حزن يصرف الإنسان
(١) انظر: معاني القرآن للفراء ٢/ ٨- ٩. (٢) انظر: المجمل ١/ ١٨٥. (٣) الحديث عن مطرّف قال: قال أبي: انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله ﷺ، فقلنا: أنت سيدنا فقال: «السيّد الله ﷿»، قلنا: وأفضلنا فضلا وأعظمنا طولا، قال: «فقولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينّكم الشيطان» أخرجه أبو داود. انظر: معالم السنن ٤/ ١١٢، وأحمد في المسند ٣/ ٢٤١، والبيهقي في الأسماء والصفات ص ٣٩. (٤) راجع: معالم السنن للخطابي ٤/ ١١٢.
1 / 194