نطعنهم سُلْكَى ومخلوجةً ... كرَّكَ لأمينِ على نابل
ولعدم فهمهما أظلمت المصرعة الثانية. وانظر كيف اختلفت الأئمة في معنى البيت".
هنا لم يورد المؤلف بيت طرفة، ولا فسره. أما قول امرىء القيس فقد فسره في الحاشية تفسيرًا مخالفًا لأقوال الشارحين الذين أخطأوا فيه جميعًا. وقد انكشف بتفسيره معنى البيت وتألق. فما كان أبصره بالشعر! وهذا البيت هو الذي قال فيه أبو عمرو بن العلاء: "ذهب من كان يعرف هذا وهو مما درس معناه" وليت الإمام الفراهي فسر بيت طرفة أيضًا!.
ومن ذلك أيضًا أنه بدأ المقدمة الثانية بقوله "فنقسم أولًا مواضع الوهم من الكلمة أو الكلام .. " ويفهم من (أولًا) أنه سيتبعه الكلام على موضوع آخر في هذه المقدمة لأنه جعل عنوانها (في الأصول اللسانية) وهو عنوان عام. ثم في الكلام على الكلمة المرادفة ضرب المثل بلفظ "الفزع" وقال إنها "أول كلمة شرحها صاحب الكامل ﵀، وأخطأ فيه، وكذلك الأزهري". ولم يفصل نقده للمبرد والأزهري، وتلت المقدمة الثانية "تذكرة" تتعلق بالكلمة الجامعة المعاني والفرق بينها وبين الكلمة المشتركة، وقد كتبها ليضيفها إلى الكلام على الكلمة الجامعة في المقدمة الثانية.
ثانيًا: عدد الألفاظ:
قد أحال المؤلف في تفسير بعض الألفاظ القرآنية في كتبه الأخرى على كتاب المفردات، وهي غير موجودة فيه، نحو كلمة (أمة) في قوله تعالى ﴿إِنَّ إبراهيم كان أمةً قانتًا﴾ (النحل: ١٢٠)، إذ فسرها في كتاب التكميل في أصول التأويل، وقال في آخره: "انظر كتابنا مفردات القرآن" (١). وكذلك لما تكلم في تفسير سورة البقرة على اسم الإشارة (ذلك) في قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ الكتاب لا
_________
(١) التكميل في أصول التأويل:٥٩.
1 / 56